سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صالح كامل وابن سلمة وحاتم مؤمنة يكشفون "مافيا الاعلام" التي تتحكم في سوق الاعلانات وتسخر الاستثمارات لمصلحتها في الضغط على الصحف والمحطات التليفزيونية العربية
أكد المدير العام لمؤسسة عسير للصحافة والنشر حاتم مؤمنة، أن ما يرد من معلومات في الإعلانات التجارية في الصحف السعودية، يخضع للتدقيق والمطابقة مع شروط الهيئات والوزارات الحكومية المعنية في تنظيم القطاعات المختلفة التي تنطوي تحت الإعلان المنشور، قبل إجازته للنشر، فيما وصف صالح كامل الإعلام العربي بأنه "صناعة يتيمة"، مطالباً بمطاردة من أسماهم ب"مافيا الإعلام" التي ضللت المستهلكين بإعلانات تقدم صورة سلبية عن المجتمع، ومتهماً الاستثمارت في وسائل الإعلام بأنها "إعلام رخيص". جاء ذلك في ختام أعمال منتدى جدة التجاري، خلال الجلسة الختامية "الإعلان والأمن التجاري" ورأسها مدير تحرير جريدة "الحياة" في السعودية جميل الذيابي، وتحدث فيها صالح كامل رئيس شركة "دلة البركة" والمشرف العام على الإعلام الخارجي في وزارة الإعلام الدكتور عبد العزيز بن سلمة، والرئيس التنفيذي لمجلة "عربيان" رانية سلامة، إضافة إلى المدير العام لمؤسسة "عسير للصحافة والنشر" حاتم مؤمنة. وقد ساق حاتم مؤمنة عدداً من التجارب التي أقلقت الوسط التجاري في البلاد، من حالات تعثر أفراد وقطاع الأعمال عن سداد مبالغ مالية مستحقة عليهم لقاء وحدات سكنية وتجارية، حتى قدرت الخسائر التي لحقت بالاقتصاد السعودي نتيجة المساهمات العقارية المتعثرة بنحو 1.9 مليار ريال خلال الفترة 2004 – 2007. وقال "في عام 2005 تم إيقاف المساهمات العقارية، بعد بلوغ خسائر المتعثرة منها 11 مليار ريال" مشيرا إلى أنه "في العام الذي يليه تمت مصادرة ما يصل إلى 798 طنا ونحو 943 ألف وحدة من المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية". وقال مؤمنة "إن كل هذه المعلومات تدور حول الأمن التجاري في المملكة ومصدرها وسائل الإعلام، مؤكداً "أن الشفافية وحدها كفيلة بضمان صحة الجسد التجاري في البلاد، وأن الخطوة لحل المشكلة، هو الاعتراف بها". وحول الضوابط التي تنشر بها الصحف الإعلانات التجارية أكد قيام الصحف " بدورها قبل نشر الإعلانات التجارية لمختلف المنتجات، بالتحقق من حصولها على التراخيص اللازمة من قبل الجهات الحكومية المعنية بتنظيم القطاع المندرج تحته المنتج المعلن عنه". وفي الجلسة نفسها تساءل ابن سلمة عن الجهة التي ننتظر منها التصدي لظاهرة سيطرة المصالح التجارية على وسائل الإعلام وسعي تلك المصالح لتسخير مضامين وسائل الإعلام لما يخدم أهدافها ؟ وأجاب على تساؤله قائلاً " تلك الأهداف تكمن غالباً في تحقيق الربح وفي تكييف الأخبار والمعلومات بما يتوافق مع تحقيق أعلى قدر من الربحية، حتى وإن كان ذلك على حساب جودة المنتج أو الخدمة أو التغاضي عن مستواها". وقال ابن سلمة "الأمن التجاري بعد مهم من أبعاد الأمن الشامل، وله صلة وثيقة بالتنمية والتنافسية وتملك أسباب القوة، مطلباً بالاحتراف الصحفي في خدمة الأمن التجاري. من جانبه وصف رئيس شركة "دلة البركة القابضة" صالح عبد الله كامل، الإعلام العربي بأنه "صناعة يتيمة" داعياً إلى ضرورة مطاردة ما أسماهم ب "مافيا الإعلام" التي ساهمت في تضليل المستهلكين من خلال إعلانات تجارية تقدم صورة سلبية عن المجتمع. واستعرض كامل خلال الجلسة الآثار العكسية للإعلانات التجارية في الوطن العربي، مطالباً بالتصدي لشركات البحوث المغرضة التي تهدف إلى الكسب على حساب الأخلاق والمبادئ، وقال "المشكلة تبدأ من مكاتب البحوث التي خلفتها مافيا الإعلام، حيث يفترض أن يعتمد الإعلان على المصداقية والأخلاق، حين يصفون السلعة بما ليس فيها.. لابد من محاكمة تلك الشركات". وحول مضمون التلفزيون السعودي، قال "إنه يقدم عملا جيدا، بعيدا عن الابتذال وينال احترام المشاهد"، مشيرا إلى "ضرورة التدقيق في البث الإعلامي، خصوصا مايتعلق بالمرأة حتى لا تكون وسيلة دعاية رخيصة، ولانعكس صورة سلبية عن المرأة السعودية". لكن كامل، كان حادا في جانب استثمارات تدير الكثير من الوسائل الإعلامية، حين وصفها" بأنها داعية للابتذال وصورة من صور الإعلام الرخيص الذي أسهم في هدم الأخلاق" حيث قال " إنها تمول برأس مال سعودي، وفي جانب آخر مدعومة بأموال التجار المختلفين عبر الإعلان التجاري الذي"يهرول" نحو بث إعلاناتهم فيها نتيجة ارتفاع نسبة المشاهدة" موضحاً "أن قناة "اقرأ" الإسلامية لا يبث فيها إعلان واحد، تاركاً لخيال حضور الجلسة البحث عن الأسباب". وقال "إن الإسلام أول من وضع إطارا واضحا للإعلام، معترفاً بوجود دور سلبي للإعلام يتمثل في التحليلات غير الدقيقة للسوق"، وقال "إن الإعلام المكتوب والمرئي كان وراء الكثير من الكوارث، حيث بات التحليل هو أحد الوسائل السريعة للوصول إلى الشهرة لدى البعض، لسد ظمأ المواطن العادي في الحصول على الثراء السريع". وقال كامل "إن الإسلام يحث على زيادة الطلب ورفع القدرة الشرائية، بينما المدرسة السائدة الآن تعتمد على شراء ما لا نحتاج إليه من خلال الترويج له عبر الإعلانات التجارية التي تطاردنا بشكل يومي، ونبه إلى ضرورة تدخل الجهات المسؤولة ، حتى لا نقع في مشاكل عديدة". فيما طرحت الرئيسة التنفيذية لمجلة "عربيات" رانية سلامة ورقة عمل عن الحملات التي تشنها الصحافة الإلكترونية ومنها حملة (خليها تصدي) وقالت "الشبكات الاجتماعية ساهمت من خلال صفحات مشتركيها، والإعلام التفاعلي منتديات ومدونات ومنها انطلقت الحملات". وقالت "من إيجابيات الحملة: التوعية والتثقيف باللوائح والأنظمة المتعلقة بالوكالات التجارية، كما أنها وجهت المستهلك إلى البدائل المتوفرة، وساعدت المستهلكين على تبادل تجارب الادخار" فيما قالت إن من سلبياتها الإساءة الشخصية والموجهة لبعض الشركات والتجار". وحظيت الجلسة في ختامها بمناقشات وتفاعل من الحضور، الذي ركز على البحث عن مسؤولية مضمون الكثير من الإعلانات التجارية التي تستهدف المجتمع السعودي، وتخطيها للرسالة الإعلانية السلمية التي تراعي الجوانب الاستهلاكية السليمة، وضوابط الأخلاق الإنسانية، حين تتعدى إلى الإغراء بوسائل مختلفة.