أعلنت السلطات الدينية الإيرانية الأحد نيتها إقامة ما تصفها ب"مراسم البراءة من المشركين في موسم الحج،" والتي يتم خلالها إطلاق "الصيحات" التي غالباً ما يتخللها تنديد بالولايات المتحدة وإسرائيل، وسبق أن تسبب تنظيمها بصدامات دامية راح ضحيتها المئات. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن مندوب الولي الفقيه في شؤون الحج والزيارة، والمشرف على الحجاج الإيرانيين، حجة الإسلام سيد علي قاضي عسكر قوله إن "إجراء مراسم دعاء كميل ومراسم البراءة من المشركين جزء من برامج بعثة القائد في موسم الحج القادم." وقال قاضي عسكر، قبل توجهه إلى السعودية، في تصريح للمراسلين، إن إقامة أربعة مراسم لدعاء كميل في المدينةالمنورة ومراسم البراءة من المشركين في عرفات "هي جزء من برامج بعثة قائد الثورة الإسلامية. ووفقا لشبكة CNNأعرب قاضي عسكر عن أمله بأن تتمكن البعثة من إقامة ما وصفها ب"برامجها الثقافية" بشكل جيد خلال موسم الحج، من خلال "تعاون الدولة المستضيفة وفي إطار الاتحاد مع المسلمين في العالم" على حد تعبيره. وتأتي تصريحات قاضي عسكر بعد أربعة أيام من نقل وسائل إعلام سعودية تحذيرات المسؤولين في المملكة من استخدام الشعارات السياسية في موسم الحج. ونقلت صحيفة الرياض الأربعاء الماضي عن وزير الحج السعودي، بندر بن محمد حجار، أن المملكة "تمنع أي شعارات سياسية يتم استخدامها أو رفعها خلال مناسك الحج والعمرة." وأضاف حجار، في رده على سؤال للصحيفة في هذا الإطار أن وزارة الحج "سوف تناقش هذا الموضوع مع بعثات الحج الخارجية هذا العام وأخذ تواقيعهم على اتفاقيات ومحاضر لأنظمة المملكة التي تمنع رفع الأعلام والشعارات السياسية." يذكر أن مراسم "البراءة من المشركين" التي كانت قد بدأت في عهد قائد الثورة الإسلامية الإيرانية، روح الله الخميني، وقد جرت طوال سنوات مسيرات ضخمة في خلال موسم الحج رأى خبراء أنها كانت في سياق السعي الإيراني لإثبات قوة الثورة في مناسبة يجتمع فيها مئات آلاف المسلمين من حول العالم. غير أن إحدى هذه التظاهرات، خلال موسم حج العام 1987، تحول إلى صدامات دامية، عندما حصلت اشتباكات بين البعثة الإيرانية وقوى الأمن السعودية أسفرت عن سقوط المئات من القتلى والجرحى، معظمهم من الإيرانيين. ودفع ذلك طهران إلى مقاطعة مواسم الحج في الفترة ما بين 1998 و1990، قبل أن تعود وفودها إلى أداء هذه الشعيرة، ومنذ ذلك الحين نفّذت حملاتها عدة تحركات مماثلة، لكنها جرت داخل الخيام، ولم تتدخل قوات الأمن السعودية. كما سبق أن قامت الرياض عام 1989 باعتقال مجموعة تردد أنها على صلة بجهات إيرانية على خلفية تفجير في مكة خلال موسم الحج، وأعدمت أفرادها. وقام الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، العام الماضي بزيارة السعودية وأداء شعيرة الحج بدعوة من العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، ليكون بذلك أول رئيس إيراني يؤدي مناسك الحج بدعوة من الرياض.