قالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن إيران سعيدة بعقد قمة دول عدم الانحياز وظهورها بمظهر الدولة المرحبة بعدد كبير من الحلفاء، لكن كل الأنظار تتجه فقط إلى حضور مصر وليس إلى بقية ضيوف إيران. وأضافت الصحيفة في مقالها الافتتاحي المنشور على موقعها الإلكتروني أن قمة حركة عدم الانحياز، التي بدأت الخميس رسميًا في طهران، نظمتها إيران المفلسة ببذخ فقط لإثبات نقطة واحدة: هي أن العقوبات موجودة ولكن إيران ليست معزولة، فالقمة هي التجمع الدولي الأكبر في العاصمة الإيرانية منذ ثلاثة عقود، وجمعت بين وزراء خارجية 120 دولة، ومراقبين من 17 دولة أخرى. وأكدت «جارديان» أن أهم ضيف في القمة، اللاعب الجديد في المشهد، الرئيس المصري محمد مرسي، واصفة زيارته بأنها «ذات حدين»، فمن ناحية، مرسي هو الرئيس المصري الأول الذي يزور طهران منذ الثورة الإيرانية، ومن ناحية أخرى، تسد زيارته الثغرة التي استغلتها إيران في لبنان والأراضي الفلسطينية والعراق. وأوضحت أن مرسي يقول، وبسرعة لم يتوقعها أحد، إن مصر عادت للعب دورها الإقليمي، معتبرة أن وصوله إلى طهران لن يغطي على حقيقة انتصاره سياسيًا في الداخل على جيشه، مشددة على أن مرسي منتخب ديمقراطيًا وقوي. ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن قدوم مرسي إلى طهران باقتراح تنفيذ مجموعة اتصال من القوى الإقليمية الأربع، إيران، وسوريا والسعودية ومصر، للتدخل في سوريا، سيصب في مصلحة الدول الثلاث المجاورة لسوريا بشكل فوري، بعد أن يكون قد أثر بشكل ما على وقف إطلاق النار في سوريا نفسها. وتابعت أن بعض المدعوين للقمة منهم السعودية والبحرين وقطر، من جيران إيران، كانوا يسلحون أنفسهم بقوة تحسبًا لاندلاع حرب خليج جديدة، لكن وجودهم لا يعتبر مفاجأة، فهم لن يفوتوا فرصة التعامل الدبلوماسي مع إيران، أما الأطراف الأخرى مثل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، فقد وصل إلى طهران ومعه جرس الإنذار، مضيفة أنه لو كانت أمريكا وإسرائيل من الغباء بحيث تعلنان عن رفضهما للقمة، فمن الواجب حينها أن يتوقعا ارتفاع أسهم بان كي مون بشكل كبير. ورأت «جارديان» أن إيران تفقد الدعم سريعًا من الدول العربية، واستطالة الصراع في سوريا تجعلها أكثر عرضة لهجوم من إسرائيل وتعزل حليفها حزب الله في لبنان، مشيرة إلى أن مرسي يدعم حق السوريين في مقاومة الطاغية، ويعارض التدخل الأجنبي، وعلى العكس من تركيا وإيران والسعودية، فمصر لا تتدخل في القتال، وبالتالي لابد لكل حضور القمة أن يفكروا في حل لسوريا ما بعد الأسد.