كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تحقيق لها اليوم السبت أن السعودية تخطط لدفع رواتب عناصر الجيش السوري الحر المعارض في محاولة لتشجيع انشقاق الجنود عن الجيش النظامى وزيادة الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه انتفاضة شعبية منذ 15 شهرًا بمجازر وقصف مدفعي على المدنيين. وتحت عنوان "خطط السعودية لتمويل المعارضة السورية المسلحة" قالت الصحيفة: إن السعودية ناقشت خطط دفع رواتب المنشقين مع مسئولين من الرياض ومسئولين أمريكيين وبعض القادة العرب عقب إمداد قوات المعارضة بشحنة أسلحة بتمويل سعودي وقطري وظهرت آثارها في المعارك الأخيرة التي دارت بين قوات الأسد والمنشقين عنه. ووفقا لبوابة الوفد لفتت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة ستساعد في عودة الشعور بالثقة للجيش السوري، إضافة إلى أنها تعتبر حافزًا مغريًا لقوات الجيش النظامي للانشقاق. ووفقا للصحيفة فمن المقرر أن يتلقى المنشقون رواتبهم بالدولار الأمريكي أو اليورو مما يعني أن رواتبهم ستزيد عما كانوا يتقاضونه قبل بدء الانتفاضة، وأوضحت الصحيفة أن السعودية تخطط لتمويل المعارضة بعد طرح الفكرة في مايو الماضي على عدد من الدول العربية وأمريكا. وأشارت إلى أنه من المقرر أن تنسق تركيا عن طريق إنشاء مركز للقيادة في اسطنبول عمليات إمداد الجيش السوري الحر بالأسلحة والأموال، موضحة أن هذا المركز يضم 22 شخصًا معظمهم سوريون. وكشفت الصحيفة أن عضو الكونجرس الأمريكي جو ليبرمان، وهو مؤيد نشط للمعارضة السورية، بحث مسألة الرواتب خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان والسعودية. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم ليبرمان قوله: إن "السناتور الأمريكي طالب الإدارة الأمريكية بتقديم دعم قوي وشامل للمعارضة السورية المسلحة بالتعاون مع شركائنا في الشرق الأوسط, وطالب ليبرمان واشنطن بشكل محدد بالعمل مع الشركاء لإمداد المعارضة بالسلاح والتدريب والمعلومات الاستخباراتية وأجهزة اتصالات آمنة". وتابع: "إن السناتور ليبرمان يدعم أيضا فكرة التأكد من أن مقاتلي المعارضة المسلحة يتلقون رواتب منتظمة وكافية، على الرغم من أنه لا يعتقد أنه من الضروري بالنسبة للولايات المتحدة توفير هذا التمويل بشكل مباشر". وقال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا هذا الأسبوع إن واشنطن لا تلعب دورًا مباشرًا في توصيل السلاح لسوريا قائلا: "لقد اتخذنا قرارًا بعدم تقديم المساعدة المسلحة في هذه المرحلة". وأشارت الصحيفة إلى وصول خمسة رجال يرتدون زي عرب الخليج إلى قرية حدودية من ألتيما في سوريا، قاموا بوضع الصيغة النهائية لنقل نحو 50 صندوقا من البنادق والذخائر، فضلا عن شحنة كبيرة من الأدوية من تركيا. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد أشارت الأسبوع الماضي إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية تعمل في جنوب تركيا، لمساعدة الحلفاء الذين قرروا مساعدة المعارضة السورية وحصولها على أسلحة. وقالت مصادر دبلوماسية واستخباراتية لصحيفة "الجارديان" إن اثنين من ضباط الولاياتالمتحدة كانا في سوريا بمدينة حمص في ديسمبر وفبراير في محاولة لتأسيس قيادة والسيطرة في صفوف المعارضة. ولفتت الصحيفة إلى أن إمدادات السعودية من السلاح للمعارضة السورية بدأت منذ شهر مايو وتشمل بنادق كلاشنيكوف وقذائف صاروخية وصواريخ مضادة للدبابات. وكانت تركيا والسعودية وقطر حلفاء للرئيس السوري بشار الاسد حتى عدة أشهر قبل الانتفاضة، والتي تشكل الآن تهديدا خطيرا، وفي الأشهر القليلة الأولى من هذا العام كانت الدول الثلاث تنتظر الولاياتالمتحدة للقيام بدور نشط في التدخل في سوريا، وهو ما لا تأخذه واشنطن حتى الآن على محمل الجد.