واكب إعلان محاضرة للكاتبة السعودية بدرية البشر في جامعة قطر أخيرا، حملة شهدها موقع التواصل "تويتر" جاءت تحت هاشتاغ "لا لبدرية" لرفض إقامة المحاضرة كتعبير عن رفض صاحبتها لأسباب علقها أصحابها ب"أفكار" الكاتبة. وهو ما أدى إلى إلغاء المحاضرة بشكل رسمي أمس، والاعتذار من الكاتبة بدرية البشر عن ذلك. ما اعتبره أصحاب الحملة المطالبة لمنع المحاضرة انتصارا كبيرا لهم ولإرادتهم. من جهتها، أكدت الفائزة بجائزة أفضل عمود صحفي من نادي دبي للصحافة مؤخرا، الروائية والكاتبة الصحفية، في حديثها إلى "الوطن" أن الحملة التي شنت ضد محاضرتها "لا تمثل إلا مجموعة من الغوغاء"، وقالت: كنت أتمنى مواجهة هؤلاء في النور، والحوار معهم حول جميع ما يخالفونني فيه ويعترضون عليه. وأضافت البشر أن إلغاء المحاضرة الذي يبدو كاستجابة للمطالبات الغوغائية التي ترفض الآخرين رفضا مسبقا، هو كسر لهيبة الجامعة، وتعدٍ على مكانتها التي يفترض أن تكون قوية وحاسمة في أي مجتمع كان. وذهبت البشر إلى أن معارضي محاضرتها لم يكونوا سوى كائنات افتراضية مجهولة ولا يمكن الإمساك بها أو لمسها بشكل واقعي محسوس. وأشارت إلى أن الهاشتاغ الذي أطلق من أسماء مجهولة تحت عنوان "لا لبدرية" قابله في الجهة المقابلة "هاشتاغ" آخر بعنوان "نعم لبدرية"، لكنها في الوقت ذاته لم تعر الضفتين اعتبارا على أساس أنهما لا تمثلان أناسا معروفين أو يمكن الوصول إلى حقيقة شخصياتهم. وفي حين تداول الكثير من المغردين ووسائل الإعلام وجود أوامر رسمية صدرت من أحد الأجهزة القطرية الحكومية لإلغاء المحاضرة، نفت البشر أن يكون هذا القرار قد صدر من أي جهة خارج الجامعة. ووصفت البشر من شارك في حملة المنع والرفض كما أسمتها، بأنهم لا يؤمنون بالحوار واحترام الاختلاف في وجهات النظر. وقالت: لفت انتباهي وجود اسم او اسمين لمن قدموا أنفسهم إلى الناس كإعلاميين قطريين ضمن المطالبين بمنع المحاضرة، مشيرة إلى أن ذهاب "صحفي إلى مثل هذه التصرفات الغوغائية يثير الغرابة حقا". وحول استعادة معارضي المحاضرة لبعض النصوص المجتزأة من روايات الكاتبة بدرية البشر، على سبيل استعراض "مخالفاتها الفكرية" كما وصفها أصحابها، قالت البشر: "إنني أجزم على أن القائمين بهذه الحملة لم يقرؤوا شيئا من رواياتي". ووفقا للوطن السعودية صنّفت البشر هذه الحادثة ضمن ما يسمى بالتبعية الفكرية، مؤكدة أن منع محاضرتها استجابة ل"ضغوط الغوغاء" لن يأخذنا إلا إلى الظلام. مشيرة إلى أن الذين انتصروا بإلغاء محاضرتها يمثلون التطرف أيضا إلى جوار الغوغائية، قد انتصروا على المحاضرة ولم ينتصروا على الكاتبة بدرية البشر.