استبعد محللون سياسيون (الثلاثاء) حسم نتيجة انتخابات رئاسة مصر في جولتها الأولى التي تبدأ صباح اليوم وتستمر يومين لتعدد المرشحين ما من شأنه تفتيت أصوات الناخبين،لكنهم تباينوا حول هوية المرشحين اللذين سيدخلان جولة الاعادة التى ستجرى فى 16 و 17 يونيو المقبل. ويبلغ عدد من يحق له التصويت فى الانتخابات نحو 50 مليونا و407 الاف و266 ناخبا. وقال الدكتور أكرم حسام الخبير بالمركز القومي لدراسات الشرق الاوسط انه "من المستحيل ان يحسم اى مرشح الانتخابات من الجولة الاولى وذلك لكثرة المرشحين البالغ عددهم 13 وكذلك لتعدد مرشحي التيار الواحد". ويوجد للتيار الاسلامي ثلاثة مرشحين هم الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة (الاخوان المسلمين) ، والدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح ، والدكتور محمد سليم العوا فى مقابل مرشحين محسوبين على النظام السابق هما عمرو موسى وزير الخارجية الاسبق والفريق احمد شفيق رئيس الوزراء الاسبق فضلا عن اربعة مرشحين لليسار. وأوضح الخبير أكرم حسام ، لوكالة أنباء ((شينخوا)) ، أن تعدد وتنوع المرشحين ظاهرة ايجابية تعكس حالة التنوع السياسي والثقافى والاجتماعي فى مصر وتحسب للتجربة الديمقراطية بعد ثورة 25 يناير لكنها ستؤدى الى صعوبة حسم الانتخابات من الجولة الاولى لأنها ستؤدى الى تفتيت الأصوات الذى يعد امرا طبيعيا فى ظل هذا الوضع. وتوقع ان يصل الى جولة الاعادة كل من عمرو موسى الذى يحظى بفرصة جيدة بعد ان حافظ على مسافة معقولة مع كل التيارات السياسية ، ومحمد مرسي الذى يمثل رقما صعبا فى العملية الانتخابية بسبب انتمائه لجماعة الاخوان المسلمين التى حققت انتشارا حقيقيا فى البلاد. ورجح في هذه الحالة أن يحدث فى جولة الاعادة تبدل كامل فى خريطة التحالفات من خلال اصطفاف على أساس الانتماء الايديولوجي والفكري حيث سيقف كافة المنتمين للتيار الاسلامي وراء مرسي حتى لو لم يعط بعضهم صوته له فى الجولة الاولى. وأعرب حسام عن ثقته فى اجراء هذه الانتخابات بنزاهة قائلا " اثق بنسبة كبيرة ان الانتخابات ستكون شفافة وعلى قدر كبير من النزاهة " ، مشيرا الى ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة الحاكم لديه نية حقيقة فى انتخابات شفافة ووفر كل المعايير التى تضمن نزاهتها منها رقابة المجتمع المدني المحلي والدولي. واعتبر انتخابات الغد اول انتخابات حقيقية فى تاريخ مصر سيصوت فيها الناخب دون ان يعلم هوية رئيسه المقبل على عكس الانتخابات السابقة التى كان ينقصها الشفافية والنزاهة ولم يكن القول الفصل فيها للناخب. وشاطره الرأى محمود عفيفي المتحدث باسم حركة (6 ابريل) بقوله "مستحيل حسمها من الجولة الاولى" وذلك تعليقا على الانتخابات الرئاسية. ورأى عفيفي ، متحدثا ل ((شينخوا)) ، أن تعدد المرشحين للرئاسة "شئ ايجابي" لأنه يتيح أمام الناخب خيارات واستدرك " لكن كنت أتمنى ان يكون هناك توحد على الأقل بين مرشحى الثورة لمواجهة مرشحى الفلول" المنتمين للنظام السابق. وعزا هذا التعدد الى ان التجربة الديمقراطية فى مصر بدأت فقط بعد ثورة 25 يناير ولا يزال أمامها الكثير حتى تصبح مثلا مثل نظيرتها الفرنسية التى شهدت خلال الأسابيع الماضية انتخابات رئاسية تنافس فيها مرشحان فقط. وأضاف أن تعدد المرشحين سوف يؤدى الى تفتيت الأصوات وبالتالي اللجوء الى جولة ثانية توقع أن يخوضها أيضا عمرو موسى ولكن بمواجهة الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح القيادي السابق بجماعة الاخوان المسلمين. ورأى ان معظم برامج المرشحين متقاربة لكنه اشاد على الخصوص ببرنامج "مشروع مصر القوية" الذى طرحه ابوالفتوح وبرنامج "مشروع النهضة" للمرشح محمد مرسي فضلا عن برنامج المرشح خالد علي الذى ركز على العدالة الاجتماعية وبرنامج حمدين صباحي. واعتبر عفيفي ان هذه الانتخابات اول انتخابات لا يعرف المصريون نتائجها مسبقا ولا يعرفون من سيدخل جولة الاعادة. لكنه اعرب عن شكوكه فى نزاهة الانتخابات ، رغم الاجراءات التى اتخذها المجلس العسكري واللجنة العليا للانتخابات ، من خلال التأثير على صوت الناخب عبر استخدام الدين والرشاوى الانتخابية فضلا عن اختراق معظم المرشحين لفترة الصمت الانتخابي.