استمر الجدل في السعودية حول معرض الكتاب الدولي، والذي دعا رجال دين إلى إخضاعه لقواعد "الحسبة،" إلى جانب توجيه انتقادات حادة لتنظيمه بدعوى ترويجه "لأفكار فاسدة وكتب ممنوعة." ومنذ بروز الجدل، تصدى وزير الثقافة والإعلام السعودي عبدالعزيز خوجة لمعارضي تنظيم المعرض، مؤكدا إنهم دعاة فتنة، ومبديا استغرابه بقوله "من يعارض الثقافة.. من يعارض الكتاب،" بحسب ما نقلته عنه وسائل إعلام سعودية. وأكد الوزير السعودي خلو المعرض من أي مؤلفات تعارض الدين أو العقيدة أو الدولة، مقللا من أهمية دعوات "الاحتساب" بالقول "لا أتصور أن هناك من يقوم بهذه الأعمال ولا أريد أن أستبق الأحداث ولكن من يتجرأ بذلك فهو يتسبب في فتنة وإخلال بالنظام." والاحتساب في المفهوم الإسلامي هو متابعة التعاملات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من قبل مراقبين يسمون "محتسبين" للتأكد من موافقتها للشريعة الإسلامية، على أن تتوفر شروط "الحسبة" والتي حددتها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية. وقبيل انعقاد المعرض، دعا رجل الدين السعودي البارز الدكتور ناصر بن سليمان العمر إلى التخلص من المعرض السنوي ووقف تنظيمه، قائلا إنه "منبع لنشر الكتب الممنوعة والأفكار المنحرفة، وأصبح مجيئه بدلاً من أن يستبشر به الأخيار، مصدر صداع وبلاء ونشر لأفكار فاسدة وكتب ممنوعة." وأضاف العمر في تسجيل فيديو على موقع يوتيوب، أن في المعرض "كتب تسب الله عز وجل، وتقدح في الدين إلى غير ذلك.. وهناك جهات تحمي هذا، وتصر على استمراره بهذه الطريقة.. يوجد دفاع شديد عن المعرض وهجوم شديد وتهديد للمعارضين له." وألقى العمر باللائمة في انحراف الشباب على بعض الكتب، قائلا "انحراف بعض الشباب، خاصة القضية الأخيرة، التي وقع فيها البعض في سب الله والنبي صلى الله عليه وسلم، أسباب انحرافهم مثل هذه الكتب، لأنني سألت بعض أقاربهم كيف وصولوا إلى هذه الدرجة وماذا كانوا يقرؤون، فقالوا أنهم كانوا يقرؤون كتب الفلاسفة والزنادقة." وخلص إلى القول إن "من أسباب الانحراف الرئيسة في بلادنا غير الإنترنت ووسائل الإعلام الحديثة، لكن أيضاً من أسبابة، وجود معرض رسمي تباع فيه مثل هذه الكتب." وفي ذات الإطار، وصف الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، دعاة مقاطعة المعرض للكتاب ب"الحاقدين، والحاسدين،" وشدد عقب زيارته للمعرض على أنه "لا يمكن لأي إنسان مثقف أو طالب علم أو من يريد الخير لوطنه ولبلاده وشعبه أن يقاطع هذا المعرض أو يدعو لمقاطعته،" وفقا لصحيفة الرياض الحكومية. وأكد أن "من يسعى لتشويه هذا العمل الثقافي الكبير هو إنسان "جاهل، وحاقد"، مضيفاً أن محاولات تشويه المعرض لن تكون إلا من إنسان يريد إيقاف عجلة النمو والتنمية والرقي والازدهار لفكر الإنسان السعودي." ويشار إلى أن معرض الرياض الدولي للكتاب انطلق يوم الثلاثاء الماضي، تحت عنوان "الحياة.. قراءة،" على أن يستمر لمدة عشرة أيام، بينما شهدت دورة العام الماضي اقتحام عشرات المتشددين للمعرض، اعتراضاً على بيع بعض الكتب "المسيئة."