قتل المستشاران الاميركيان السبت في مبنى وزارة الداخلية الافغانية بعد شجار مع احد زملائهما الافغان حول قضية حرق المصاحف الثلاثاء في قاعدة اميركية، في حين خفت حدة التظاهرات المناهضة للاميركيين.. قتل المستشاران الاميركيان السبت في مبنى وزارة الداخلية الافغانية بعد شجار مع احد زملائهما الافغان حول قضية حرق المصاحف الثلاثاء في قاعدة اميركية، في حين خفت حدة التظاهرات المناهضة للاميركيين. وقال مصدر حكومي رفض الكشف عن هويته بسبب الطابع الحساس لهذه القضية ان المستشارين الاميركيين "وصفا القرآن بانه كتاب سيء بحضور (زميلهما الافغاني). وقد حصل شجار بينهم. ثم فقد اعصابه فاطلق النار عليهما". وروى المصدر الوقائع قائلا "في ذلك اليوم، كانا يشاهدان شرائط فيديو عن تظاهرات في كابول. وكان المستشاران المستاءان يهزآن من المحتجين ويشتمانهم"، مضيفا ان الاميركيين "هددا" زميلهما الافغاني. واوضح المصدر الحكومي "عثر على ثماني رصاصات قرب الجثتين" اللتين اكتشفتا بعد ساعة على حصول الحادث، لان الغرفة التي كانا بداخلها مجهزة بعازل للصوت، موضحا انه تم الحصول على هذه المعلومات خصوصا بفضل مشاهدة شريط المراقبة. واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاحد في الرباط ان اعمال العنف في افغانستان التي تلت قضية احراق المصاحف "يجب ان تتوقف". وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي في الرباط "اننا نبدي اسفنا العميق لهذا الحادث الذي ادى الى هذه الاحتجاجات، لكننا نعتقد ايضا ان العنف يجب ان يتوقف ويتعين مواصلة العمل الشاق لبناء افغانستان في بيئة يتوفر فيها المزيد من السلام والامن". من جهته، اعلن سفير الولاياتالمتحدة في افغانستان الاحد ان تصاعد اعمال العنف المناهضة للاميركيين في افغانستان منذ اسبوع يجب ان تدفع واشنطن الى "مضاعفة" جهودها وليس الى سحب قواتها. وقال السفير راين كروكر لشبكة "سي ان ان" ان "التوتر يتصاعد واعتقد ان علينا ان نتركه يتراجع الى جو طبيعي ونواصل" عملنا. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، اعلنت القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) بقيادة الحلف الاطلسي والتي ينتمي اليها الضحيتان، ان "تحقيقها جار". وقال بيان لوزارة الداخلية الافغانية "بحسب تحقيق امني اولي، فان المشتبه فيه هو احد موظفي الوزارة. وهو فار. وتحقق الوزارة جديا حول الموضوع". وبحسب شبكة تولو نيوز الافغانية، وهي ابرز شبكة اخبارية افغانية، فان الرجل المطلوب يدعى عبد الصبور (25 عاما) وقد درس في باكستان ودخل الوزارة في 2007 كسائق قبل ان يتدرب ليحصل على ترقية ويعمل كشرطي في الوزارة، بحسب تولو نيوز. وقال عبد الشكور فدوي قائد شرطة اقليم سالانغ لوكالة فرانس برس "الليلة الفائتة، قامت الشرطة بمداهمة منزل عبد الصبور في سالانغ (شمال شرق). وفتشت منزله لكنها لم تعثر عليه. وكانت والدته وعدد من الاطفال موجودين فيه". وتبنت حركة طالبان عملية اغتيال اربعة مستشارين في وزارة الداخلية بيد "مجاهد" تصرف ردا "على عدم احترام الغزاة للمقدسات الاسلامية" وخصوصا بعد "احراق المصاحف في قاعدة باغرام". واثر الهجوم، قرر الجنرال جون آلن الذي يتولى قيادة ايساف "استدعاء كل العاملين" في القوة المسلحة بقيادة الحلف الاطلسي والذين يعملون في الوزارات الافغانية. وحذت بريطانيا وفرنسا والمانيا حذو الجنرال آلن باستدعاء خبرائهما لدى الحكومة الافغانية، واعربت عن الامل في الحد من المخاطر التي يواجهها موظفوها المدنيون والعسكريون. ورد جيمي كامينغز المتحدث باسم ايساف على موقع تويتر الاحد قائلا "لن ندع هذا الحادث يقسم التحالف"، مؤكدا انه "ولو تم سحبهم من الوزارات، فان المستشارين العسكريين (التابعين لايساف) يبقون على اتصال مع الجهاز البشري في الوزارات". والاحد تراجعت حدة التظاهرات المناهضة للاميركيين اذ تركزت كل اعمال العنف تقريبا التي وقعت في البلاد في ولاية قندوز (شمال). وقال متحدث باسم شرطة قندوز ان "سبعة اميركيين" اعضاء في القوات الخاصة اصيبوا بجروح عندما القى متظاهرون قنبلة يدوية على قاعدة للحلف الاطلسي في هذا الاقليم، بينما قتل شخص وجرح سبعة مدنيين في المنطقة نفسها، بحسب مصدر طبي. وتسببت مسيرة اخرى في ولاية سامانغان المجاورة (شمال) باصابة شخصين بجروح، كما اعلن حاكم هذه الولاية خير الله انوش لوكالة فرانس برس. ومع هؤلاء الضحايا الجدد ترتفع حصيلة التظاهرات المناهضة للاميركيين الى ثلاثين قتيلا وحوالى 200 جريح. ووجه تلرئيس حميد كرزاي كلمة بثها التلفزيون الاحد دعا فيها مواطنيه الى الهدوء بعد ستة ايام من الاحتجاجات العنيفة. ودان الرئيس الافغاني "بشدة" احراق المصاحف، مؤكدا انه "يحترم مشاعر الناس وانهم محقون ويجب ان يتم احترامهم". لكنه اكد انه "حان الوقت الآن لالتزام الهدوء ولاحلال السلام".