كشف رئيس الوزراء المصري السابق، أحمد شفيق، عن نيته التقدم بأوراق ترشحه لرئاسة مصر في العاشر من مارس/آذار المقبل، وهو الموعد المحدد لتقبل أوراق الترشح، مؤكداً التشاور المسبق مع المشير محمد حسين طنطاوي، في خطوة يتوقع لها أن تثير ردود فعل مختلفة بين القوى السياسية والشبابية التي يربط بعضها بينه وبين أركان النظام السابق. وقال شفيق، في مؤتمر صحفي عقده بالقاهرة: "يشرفني أن أعلن ترشحي رسميا لرئاسة مصر طالبا ثقة كل مصري ومتعهدا بأن ابذل كل ما في وسعي من أجل استقرار مصر و تقدمها." وأضاف شفيق قائلا: "أتقدم الصف في لحظة تاريخية عصيبة مؤمنا بالقدرة على قيادة تلك الأمة، طالبا أصواتكم ودعمكم لكي نعبر معا إلى عصر مختلف وعهد جديد، متعهدا بالحكم الرشيد و بالعدالة الشاملة والأمن الدائم والتنمية المتوازنة والتحديث المستمر." وتابع شفيق، الضابط السابق والسياسي الذي شغل عدة مناصب في السنوات الماضية بالقول: "إلى كل مصري ومصرية إلى كل مسلم ومسلمة إلى كل مسيحي ومسيحية إلى كل شاب وشابة.. أنا واحد منكم وأتعهد الآن أمامكم بأن يكون لكم ومن أجلكم قيادة ثابتة تجمع ولا تفرق تسمع وتنصت." وأعطى شفيق نبذة سريعة عن حياته الشخصية ومشواره المدني والعسكري مؤكدا أنه له "كل الفخر أنه كان من أبناء القوات المسلحة والمحاربين دائما من أجل مصر وعزتها،" وفقاً لما نقله التلفزيون المصري عن وكالة أنباء الشرق الأوسط. وردا على أسئلة الصحفيين عن احتمال أن يقلل اختيار الرئيس السابق حسنى مبارك له لرئاسة الحكومة المصرية مع اندلاع الثورة من فرصة في فوزه برئاسة الجمهورية قال شفيق "شرف لي أنه في الأزمة يتم استدعائي لأنه من المعروف عني أنني خير من يتصدى للازمات وذلك يضيف لي ولا ينقص من قدري." ونفى شفيق أن يكون "مرشح القوات المسلحة" في الانتخابات الرئاسية قائلاً: "عاشرت المشير (حسني) طنطاوي، (قائد المجلس الأعلى للقوات المسلحة) عشرين عاما وهو صديق وأخ وقد شاورته قبل إعلاني الترشح ولو كان قد طلب مني عدم الترشح للرئاسة ما كنت ترشحت ولكني لم أطلب منه أي دعم ولن أقبل أي دعم." وأعرب شفيق عن ثقته في أن الجيش "لن يكون له مرشح،" وتعهد بأن يعود الأمن "بمنتهى القوة" فور توليه منصب رئيس الجمهورية مشددا على أنه "ليس هناك من يستطيع أن يقف أمام هذا القرار." وعن رأيه في أن تكون مصر دولة برلمانية أم رئاسية، قال شفيق "من الطبيعي أن نترك الدستور يحدد ذلك ولكنني أرى أن مصر دولة تبدأ من الصفر وليست لديها خبرة كافية في الديمقراطية ولذلك نحتاج أن نكون دولة رئاسية لفترة. وشدد شفيق على أنه "لم يكن عضوا في الحزب الوطني المنحل" مضيفا أنه إذا افترضا بأنه كان عضوا في هذا الحزب فهو "ليس رجلا سيئا أو فاسدا" وطالب بألا نظلم كل أعضاء الحزب لأنه بالتأكيد يوجد أعضاء منهم غير فاسدين. يشار إلى أن شفيق كان وزيراً للطيران في الحكومة المصرية منذ عام 2002، وبعد اندلاع ثورة "25 يناير" وإقالة حكومة رئيس الوزراء أحمد نظيف، طلب منه الرئيس السابق، حسني مبارك، تشكيل حكومة جديدة نهاية يناير/كانون الثاني 2011. وحافظ شفيق على منصبه لتسيير الأعمال بعد تنحي مبارك في 11 فبراير/شباط 2011 بطلب من المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى زمام الأمور، غير أنه اضطر إلى الاستقالة مطلع مارس/آذار 2011 تحت ضغط الشارع الذي رفض وجوده، ما مهد لوصول حكومة رئيس الوزراء السابق، عصام شرف.