تلقَّى فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة، الأمين المساعد لاتحاد علماء المسلمين، خطابًا من رئيس المجلس الأعلى للإفتاء الليبي الشيخ صادق بن عبد الرحمن الغرياني، يعبر فيه عن شكر دار الإفتاء الليبية وتقديريها العميق لعلماء المملكة، الذين كانت فتاواهم وتوجيهاتهم السديدة نِعْمَ العون للمجاهدين ضد طاغية عصره، الذي أراح الله المسلمين من كيده ومكره في ليبيا وغيرها. ونقل عن موقع " الاسلام اليوم " فقد أشار الشيخ الغرياني في رسالته إلى أنه بعد انتهاء معركة القتال بدأت معركة أخرى أشق، وهي معركة البناء. وأكّد أن السلاح الآن هو في أيدي الناس أكثر منه في يد الدولة، وبعض الشباب يتحلقون حول منهج الجرح والتعديل في العلماء، وتنقُّصهم والتحذير منهم. وأوضح الغرياني أن هؤلاء الشباب يتلقون هذا المنهج عن شيوخٍ، بعضهم في السعودية، وبعضهم في بلاد أخرى، ويقولون: إن القول في العلم قولهم، ولا يعتدُّون بمن خالفهم – أيًّا ما كان قدره في العلم-. وأضاف: إن هؤلاء الشباب يقولون عن أنفسهم إنهم في المنهج معصومون، ولا يخطئون، وإن ليبيا ليس بها علماء؛ لأن علماءها حسب هذا المنهج (المعصوم) الذي يدّعونه- مجَرَّحون من قبل أشياخهم. وتابع الشيخ الغرياني: إن من أعمال هذه الجماعة أن ما تراه منكرًا في نظرها لا تتردد في تغييره بقوة السلاح، ومنهم من يرسل بالجوال رسائل تهديد لعدد من أهل العلم، الذين أحسبهم على السنة، ومنهم من يُداهم من يشتبهون في أمره بارتكاب كبيرة السحر ونحوه، بعد خطفه من بيته وتعذيبه، وقد يقيمون عليه الحد بأنفسهم، وهو ربما كان بريئًا مما رُمي به، وكل ذلك باسم العمل بالكتاب والسنة، ومن المعلوم أن إقامة الحدود من اختصاص الحكّام دون غيرهم. وأضاف الغرياني أن خطورة ما يقوم به هؤلاء الشباب لا تكمن فقط في هذا الأمر، فإن هناك من يغتر من الشباب بهذه الجماعة، ويتزايد عددهم كل يوم من صغار السن، ينضمون إليهم تحت الشعار الذي يستهوي كل مسلم (الكتاب والسنة)،، ويسفهون من خلال دعوى العمل به كل إمام في العلم من قدامى ومحدثين، إن خالف منهج شيخهم (المعصوم). نداء لعلماء المملكة وأكد الغرياني في رسالته أن المنضمين إلى هذه الجماعات من صغار السن لا يزالون يثقون في علماء المملكة الراسخين، مطالبًا علماء المملكة بأن يحيلوا من يستفتونهم من هؤلاء الشاب في ليبيا إلى علماء بلدهم. موضحًا أن هذا سَيَرْجِع على هؤلاء الصغار من الشباب بالخير الكثير، ويعود بهم إلى الجادة، ويُرجع إليهم ثقتهم في علمائهم، فيتجهون إلى التدرج في طلب العلم الشرعي على أيديهم حتى يحصل لهم ما يبغونه وينتفعون به، ويصير منهم علماء تنتفع بهم الأمة، بَدَل التغرير بهم وجرهم إلى هذا التيار الذي يقف بهم عند قشور العلم، تحت مظلة شعار (الكتاب والسنة)، مع تجريح المخالف، وادِّعاء العصمة في المنهج، وبذلك تكونون سببًا في إيصال الخير لهم وهدايتهم والرجوع بهم إلى الصواب، بدلًا من أن يصيروا هم أيضًا رؤوسًا في التجريح دون علم نافع، مما يعود على الناس والبلد بالأمن والاستقرار، وحقن الدماء. شكر وتأييد وقد كتب الشيخ سلمان العودة ردًّا على الخطاب، فيه شكر وتأييد للشيخ صادق الغرياني، ووعدٌ بالعمل على توجيه مناشدات متكررة ومن جهات عدة لحث الشباب على الهدوء والانضباط، وتجنب استخدام القوة في نشر المنهج، بل وضرورة عودة السلاح إلى الدولة، حمايةً للناس من التهارش والقتال. وحبَّذ الشيخ العودة أن تقوم الدولة بشراء السلاح من الناس بسعر مغرٍ، ومنح مكافآت لمن يدلون على مخازنه ومخابئه. ودعا د. العودة الشباب في ليبيا إلى الالتفاف حول علمائهم الراسخين، الذين هم أدرى بظروف البلد، وأعلم بمذهبه وعرفه المستقر. من أمثال الشيخ صادق الغرياني، والشيخ محمد حمزة أبو فارس، والشيخ عبد الوهاب الدوكالي، والشيخ علي الصلابي، وعامة الفقهاء.