قال وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف إن روسيا قلقة من أن تثير ثورات الربيع العربي المزيد من الاضطراب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بإحداث صدع قد يكون كارثيا بين السنة والشيعة. وذكر لافروف في حوار مع وكالة رويترز أن الأحداث الجارية في المنطقة ما زالت تتكشف، وحذر من أن التوترات الاجتماعية والسياسية والدينية بدأت تتزايد. وقال لافروف "هناك مخاوف شديدة من ظهور محتمل لمناطق جديدة لعدم الاستقرار في المنطقة من الممكن أن تصبح مصادر محتملة لتحديات للاستقرار والأمن الدوليين". وأضاف أن مثل هذه التهديدات تتضمن انتشار الإرهاب وتهريب السلاح وتجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية وعلى الأخص استخدام الدين في اشعال التوترات. وقال لافروف "محاولة إدخال عنصر الدين في المواجهات الإقليمية تثير القلق على نحو خاص إذا حدث صدع صريح بين السنة والشيعة، وهذا التهديد واقعي تماما فإن العواقب قد تكون كارثية". وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قد حذر الغرب من أن التدخل في الثورات في أنحاء الوطن العربي يهدد بتسليم السلطة "لإسلاميين متشددين" وبتقويض الاستقرار على المدى الطويل في أكبر الأقاليم المنتجة للنفط في العالم. ويقول منتقدون إن استجابة روسيا للثورة السلمية نسبيا في كل من تونس ومصر كانت في بعض الأحيان بطيئة بينما اختلف بوتين والرئيس الروسي ديمتري مدفيدف علنا بشأن كيفية الاستجابة للتدخل العسكري الغربي في ليبيا. وحولت روسيا تركيزها في الوقت الحالي إلى الرئيس السوري بشار الأسد الذي يشن حملة أمنية عنيفة ضد المتظاهرين المطالبين بسقوط حكمه، وقتل الآلاف في هذه الحملة وفي القتال بين قوات منشقة عن الجيش وقوات الأمن. وطرحت موسكو مشروع قرار جديد على مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بشأن سوريا هذا الشهر في محاولة لتخفيف عنادها دون المساس بمعارضتها لفرض عقوبات على دمشق وللتدخل العسكري الأجنبي. ودعا لافروف إلى إنهاء العنف في سوريا، لكنه قال إن على الغرب ألا يتجاهل الخطر الذي تمثله ما وصفها بجماعات متطرفة في سوريا، وقال "إذا أغمضت عينيك عن هذا الجزء من الحقيقة فقد يتفكك الموقف إلى ما شاهدناه في ليبيا لقد استخدمت الدول الغربية شعار حماية المدنيين في الإطاحة بنظام معمر القذافي". وأضاف أن الصبر والحلول الوسط اللذين أبداهما كل أطراف الصراع في اليمن حيث تم الاتفاق على النقل السلمي للسلطة مثال يحتذى به، ومضى يقول "هذا هو التصرف الواجب في المسألة السورية".