أوضح زوج المرأة التي أنقذت من الغرق في أحد أودية قرية مشار السياحية أول من أمس بعد أحداث مثيرة رصدتها كاميرا فيديو أحد الهواة الذي كان متواجدا ضمن جموع كثيرة شهدت الحادثة. صحيفة "الوطن" جمعت الشابين اللذين شاركا في إنقاذ المرأة التي جرفت سيارة زوجها سيول أحد الأودية في متنزه مشار الطبيعي بحائل أول من أمس، وكان الشاب الأول "سيف النماصي" قد تمكن من استخراج المرأة من السيارة ولكنه سقط معها في الوادي فقام شاب آخر " رشيد الهمزاني"بالتدخل وإخراج المرأة من الوادي ونقلها لمستشفى الملك خالد بحائل. وقال سيف فدعوس النماصي الشمري "24 عاما" إنه تدخل لإنقاذ المرأة وفتح أبواب السيارة بحثا عن أطفال، ثم عاد وفتح الباب الأمامي فوجد المرأة وحاول إنقاذها بسحبها من السيارة،وسقطت وسقط معها في الوادي الذي جرفنا واستطعت الإمساك بها بعد أكثر من 50 مترا داخل الوادي،وأضاف أن شابا آخر كان خلفه بالوادي ولم يعلم به إلا بعد أن شاهدت مقطع الفيديو، وانطلقت المرأة من يدي، وتمكنت من إفلات نفسها منه، وكنا معاً نتنفس بصعوبة بعد غمر المياه لنا. وأضاف سيف:"قوة المياه كانت رهيبة ودفعت المرأة بعيدا عني، وخرجت لعلي أستطيع اللحاق بها، ولكني شاهدت شابا آخر يدخل الوادي واطمأننت عليها، وعرفت أنه قد أنقذها، وذهبت للمستشفى لأطمئن على صحتها". وكشف الشاب رشيد زامل رشيد الهمزاني "23 عاما" أنه دخل الوادي لإنقاذها ولم يكن يعلم حينها أن الغريق امرأة. وروى الهمزاني الذي ذهب لقرية مشار السياحية ليتدرب على السباحة استعدادا لدخول اختبار اللياقة البدنية الذي ستجريه مديرية الدفاع المدني بحائل بعد قبوله مبدئيا والذي حدد له اليوم السبت . وقال إن العاملين في الصالة الرياضية كانوا في إجازة، فعاد ووقف مع الناس يراقب الوادي وجريانه، وإنه شاهد السيارة وهي تغرق في الوادي لحظة انقلابها، وشاهد شخصا قد جرفه الوادي وحده بعيدا عن السيارة بأكثر من 200 متر،ولحق به على طرف الوادي وحين قل ضغط المياه دخل الوادي واستطاع الإمساك بيده اليسرى، وسحبه لطرف الوادي، ولم يكن يعلم حينها أن الغريق امرأة. وأضاف الهمزاني:"كنت أظن أنها شاب، ولكنني فوجئت بأحد الأشخاص الذي كان يراقب ما يحدث وصرخ : إنها امرأة، فقلت له: وإن كانت امرأة؟ ولاحظتها تضع يدها على وجهها، فأخذ أحد الحضور شماغه ورماه علي لأغطيها به، ورمى آخر "بشته"، وكان ضمن المتجمهرين امرأة في سيارتها تراقب ما يحدث، فأخذت عباءتها وأرسلتها مع ابنها لتغطية المرأة، ولكن العباءة كانت "إسلامية" ولم أتمكن من تغطيتها بها، وغطيتها بالبشت. وأشار الهمزانى إلى أنه ذهب وأحضر سيارته وكان الإسعاف التابع لهيئة الهلال الأحمر موجودا و لكن محاصرة السيارات المتجمهرة لم تجعله يستطيع التحرك، وقال إن رجال الهلال الأحمر كشفوا على المرأة، وطلبوا منه إيصالها للمستشفى، وركب معه زوجها، وذهب بها لمستشفى الملك خالد وتم إدخالها لقسم الطوارئ، وكان زوجها منهارا حينها، ولم يستطع النوم. وبين أن المرأة كانت حينها تشتكي من رجلها التي كانت تنزف ووجدت آثار للدماء في سيارته مشيرا إلى أنها خرجت حاليا من المستشفى بعد إجراء فحوصات أولي لها، وأن صحتها أصبحت جيدة. وقال الهمزانى إنه عندما خرج من المستشفى وجد رجلا ثيابه غارقة بالماء يطلب من الناس الذي كانوا حوله إنقاذ المرأة، ويستنجد بهم لإنقاذها، وكان هذا الرجل من أحد الذين حاولوا إنقاذها، فأخبره أنها بخير وأنها الآن منومة في المستشفى وصحتها طيبة. ومن جانبه كشف صالح سالم الثنيان "29 عاما" زوج المرأة أنه كان بصحبة زوجته يتنزهان في قرية مشار، وقال إنه كان يقود سيارته "باترول نسيان" في أحد الأودية التي كان منسوب مائها قليلا، وأثناء توجهه للخروج من الوادي تفاجأ بالسيول تحاصره بسرعة وبقوة جرفت السيارة عن مسارها، وتدخل حينها أحد الشباب لإخراج زوجته، وبعد انقلاب السيارة خرج هو، ولم يكن يعلم حينها أن زوجته في الوادي، ولكنه رأى شابا آخر يخرجها من الماء، فلحق بها ودخل الوادي معه لإنقاذ الزوجة، ثم رافقها إلى المستشفى. وأضاف الثنيان أن صحة زوجته جيدة ولا تشكو من شيء، وأنه مدين لهذين الشابين اللذين أنقذا حياته وحياة زوجته، وقال" أقدم لهما شكري وامتناني". وأكدت الزوجة في اتصال معها أمس أنها لا تشتكي من شيء، وأن صحتها جيدة،وقالت:" أنا الآن في منزل زوجي وأقدم شكري وامتناني للشابين اللذين أسهما في نجاتي من الغرق، وأنا ممتنة لهما كثيرا وأشكر الله على أن سخرهما لإنقاذي".