عاش أهالي مركز العيص والقرى التابعة له مساء أول أمس ليلة عصيبة استمرت حتى الفجر ، بعد أن اختبروا طوال ساعات أقوى هزات أرضية منذ بدء سلسلة الهزات الأرضية بالمنطقة تسببت بإحداث هبوطات أرضية وتصدعات في المنازل وأصابت السكان بالهلع. وشهدت الساعات الأولى من فجر أمس حالة نزوح جماعي لعشرات الأسر التي اختارت مغادرة منازلها صوب مدن قريبة مثل ينبع والمدينة المنورة، فيما قطع آخرون مسافة 60 كيلومترا صوب المنطقة المخصصة للإيواء والتي نصبت فيها فرق الدفاع المدني ألفي خيمة. وسجلت هيئة المساحة الجيولوجية في مركز العيص (150 كيلومترا شمال شرق ينبع) مساء أول من أمس وفجر أمس هزة أرضية بلغت 4.2 درجات على مقياس ريختر، بحسب مدير المركز الوطني للزلازل والبراكين بهيئة المساحة الجيولوجية المهندس هاني بن محمود زهران، الذي قال إن الهزة تم تسجيلها بحرة الشاقة وشعر بها الأهالي. وجاء الرصد الأخير بعد يوم واحد من تسجيل أربع هزات بلغ أقصاها 3.6 درجات ريختر. ويؤكد عدد من سكان العيص أنهم شعروا بهزة أرضية أيقظت منامهم ليلا وتسببت في حدوث تصدعات وتشققات في بعض المنازل القريبة. فيما وصف السكان الهزة الأخيرة بالأعنف منذ بدء ظهور الهزات الأرضية في المنطقة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وأكد آخرون سماعهم لأصوات هزيم رعد غير محددة المصدر. ويشير الجيولوجيون إلى هجرة هدمة باعتبارها المنطقة المسؤولة عن تلك الأصوات كونها تقع بجانب الجبال التي سجلت حولها أعلى درجات الاهتزازات الأرضية والتي تقع ضمن منطقة جبلية نائية، يتوزع حولها بعض من السكان، فيما يعتبر جبل محزم أحد الجبال الثلاثة المتمركزة في بؤرة مركز الزلزال إلى جانب جبل حلا أبو نار في حارة الشاقة. وبدت ملامح القلق واضحة على سكان المنطقة لا سيما في ظل الأنباء المتضاربة التي تؤكد من ناحية أن النشاط البركاني في جوف الأرض يأخذ طريقه صوب التراجع وبين أنباء تشير إلى اقتراب البركان من سطح الأرض بمقدار 4 كيلومترات وما يصاحب ذلك من اهتزازات أرضية تجاوزت في بعض الأحيان 3.7 درجات بمقياس ريختر. فيما ما زال السكان في حال ترقب لما سوف تسفر عنه الأيام المقبلة خاصة أن النشاط الزلزالي والبركاني المرتبط بمناطق الحرات البركانية يستمر لفترات طويلة ويمر بعدة مراحل مختلفة، والذي يعرف بالحشود الزلزالية التي تتزايد مع الوقت من ناحية العدد والقوة ويستمر عدة أشهر.