أعادت قرية هدمة الصغيرة في مدينة العيص، أمس، بهزات أرضية محسوسة بلغت قوتها 3.8 درجة، ميزان القلق إلى الارتفاع، بعد انخفاضه خلال الأيام الثلاثة التي سبقته جراء الهدوء الذي ساد المنطقة لعدم تسجيل هزات محسوسة خلالها فيما استمرت حال الطمأنينة على هدوئها السابق في منطقة تبوك، التي أكد أميرها فهد بن سلطان تواصل انخفاض عدد الهزات الأرضية وتباعدها. وقال مدير المركز الإعلامي للقوة المرابطة من الدفاع المدني في العيص الرائد خالد المبارك ل «الحياة» «إن هزات أرضية محسوسة ضربت القرية». في حين أوضح أمير تبوك «أن تقارير هيئة المساحة الجيولوجية جميعها مؤشرات تدل على انحسار الهزات الأرضية وانتهائها بإذن الله، مطمئناً الجميع على إخوانهم في محافظة أملج». وعاد الحذر والقلق ليسود الموقف في المنطقة من جديد، حيث أجبرت الجهات الأمنية المرابطة هناك، بعد ظهر أمس، وبشكل مفاجئ أصحاب المحال التجارية على إقفال محالهم، وحذرت الموجودين في مدينة العيص من البقاء فيها، وأجلتهم بالقوة برفقة الدوريات الأمنية، كما تناقل النازحون أحاديث متضاربة عن انتشار رائحة غازات منبعثة من أحد الجبال البركانية في سماء المدينة. وحظرت إدارة الدفاع المدني المرابطة في العيص دخولها، وعززت منافذها بالمزيد من الدوريات الأمنية في حال تأهب ومراقبة لعابري الطريق. وأضاف الرائد المبارك «إن بعض الأهالي يعودون إلى منازلهم بعد عملية الإخلاء بمجرد هدوء الوضع الزلزالي مباشرة، غير مبالين بالتحذيرات». وأوضح أن فرقاً جيولوجية اختصاصية في المخاطر الجيولوجية والبيئية، و10ضباط اختصاصيين في العلوم الجيولوجية، باشروا رصد التشققات والتصدعات التي حدثت في حرة الشاقة، والمصاحبة للنشاط الزلزالي، إضافة إلى التغير في الأشكال الموجية للهزات الأرضية المسجلة والقياسات الحرارية. وأكد أن الفرق تتابع باهتمام بالغ الارتفاع الملحوظ في تركيز غاز الرادون، ولا تزال الهيئة تواصل رحلاتها الجوية الاستكشافية فوق الحرة، للوقوف على الوضع. فيما كشف رئيس المركز الوطني للزلازل الدكتور هاني زهران خلال جولة مع فريق اختصاصي في العيص أمس، أن الخطر البركاني مداه 40 كيلومتراً، وإما أن يكون على شكل دائري أو بيضاوي، ويكون شمالياً جنوبياً أو العكس، مشدداً على ضرورة استعداد الأجهزة المعنية المساندة لحدوث هزات أرضية تتجاوز ست درجات على مقياس ريختر. وفي غضون ذلك، أكد أمير تبوك «أن سكان أملج مؤمنون ومطمئنون ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي طوال الأيام الماضية، سواء في منازلهم أو أماكن وجودهم في الأسواق والشوارع والمحال التجارية. وكنت بينهم الأسبوع الماضي». وأوضح أن ما اتخذ من احتياطات احترازية بمشاركة جميع الجهات الحكومية، يأتي حرصاً من ولاة الأمر لمواجهة أي حادثة، مشيراً إلى تهيئة أكثر من 24 مخيماً في محافظة أملج، إضافة إلى المخيمات التي هيئت شمال وجنوب المحافظة، وفي مراكز الرويضات لتكون مخيمات ومراكز إخلاء موقتة. وأضاف أمير تبوك «إن الدولة حريصة على سلامة المواطنين في البادية والحاضرة في محافظة أملج ومراكزها وهجرها، وتأمين حياة كريمة لهم داخل المخيمات التي أنشئت، أو بإيجاد شقق سكنية وعمائر مجهزة في مدن المنطقة ومحافظاتها»، موضحاً أن الأجهزة المعنية لم تسجل أي غازات في الجو، أو إشعاعات خطرة، كما أن المياه في الآبار لم تصب بأي تلوث.br / وحذر من تداول الشائعات بين الناس، مشدداً على ضرورة استسقاء الأخبار من الجهات المخولة بذلك. وكانت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة كشفت أمس عن وجود ترتيبات لخطة طوارئ يتم تطبيقها في حال ثورة أحد جبال البراكين الواقعة في منطقة العيص، كما جرى أمس إنقاذ عامل بعد سقوطه في أحد الشقوق بشمال العيص، ونقل إلى مستشفى ينبع العام لتلقي العلاج. وفي سياق متصل، شهدت محافظة ينبع أمس تقلبات مناخيه وأجواء غير مستقرة، وتدنياً لمدى الرؤيه إلى أقل من 300 متر. وقال مصدر في الأرصاد «إن الوضع سيستمر حتى نهاية الأسبوع في تقلبات مفاجئة، مع رياح تثير الغبار»، فيما أهابت إدارة الدفاع المدني بسائقي السيارات والمسافرين وهواة الرحلات البرية والبحرية بأخذ الحذر عند الخروج، نظراً لتدني الرؤية.