كشف تحالف المعارضة السودانية المعروف بقوَى الإجماع الوطني عن توافق الأحزاب السياسية على تغيير الحكومة السودانية والالتحاق بالربيع العربي. واعتبَرت الأحزاب أن تحالف الجبهة الثورية السودانية لا يختلف عن هدف قوى الإجماع الوطني في إحداث التغيير وأن الاختلاف في الوسائل. يأتِي هذا الإعلان بعد أيام من إعلان أربع حركات سودانية متمردة تشكيل تحالف باسم الجبهة الثورية السودانية لإسقاط نظام الرئيس عمر البشير. ويضم التحالف "الحركة الشعبية لتحرير السودان/قطاع الشمال"- الذي يقاتل حكومة البشير في ولايتي النيل الأزرق وجبال النوبة - وثلاثًا من حركات دارفور المسلحة. وأوضح المحامي كمال عمر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي عضو هيئة قوى الإجماع الوطني الذي يضمّ أحزاب المعارضة الرئيسية في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته اليوم الأربعاء أنّ هدف تغيير نظام المؤتمر الوطني بزعامة البشير توصلت إليه قوى الإجماع الوطني منذ السادس والعشرين من ديسمبر الماضي قبل إجراء الاستفتاء على جنوب السودان. وأضاف: "نحن توصلنا إلى هذا الهدف قبل اندلاع ما يعرف بالربيع العربي، لكن تحالف المعارضة تعرض في الفترة الأخيرة لبعض المواقف الداخلية بسبب دخول الحزبين الكبيرين (الأمة بزعامة الصادق المهدي، والاتحادي الديمقراطي بزعامة محمد عثمان الميرغني) في حوار مع المؤتمر الوطني". غير أنه عاد وقال: "الآن استوت الفكرة على تغيير النظام ويتم الإعداد وسط القوى السياسية والشعبية ومنظمات الطلاب والشباب للالتحاق بالربيع العربي". ولم يغلق عمر الباب أمام تحالف الجبهة الثورية السودانية التي تضمّ حركات دارفور في العدل والمساواة وفصيلي تحرير السودان والحركة الشعبية في الشمال، حيث قال: "قوى الهامش التي تحالفت في كاودا تعتبر مرحلة متقدمة في العمل السياسي؛ لأنها زاوجت بين العمل العسكري والسياسي"، مشيرًا إلى أن التحالف الجديد يمتلك الخبرة العسكرية الواسعة والجغرافيا الممتدة من النيل الأزرق إلى دارفور. وأشارَ إلى أنهم سيعملون "وسط القوى الشعبية في العمل الجماهيري اليومي ونتفق مع الآخرين في إسقاط النظام"، نافيًا وجود اتصال بين تحالفه وقوى الجبهة الثورية السودانية. وشنّ عمر هجومًا عنيفًا على المؤتمر الوطني، وقال: إنّ الحزب الحاكم أصبح عبارة عن "شلة تحكمها مصالح مالية وشركات وموزعة بين القبائل". وأكّد أن "ذهاب النفط عن السودان قلل من موارد الحزب الحاكم في شراء الذمم، وأن البلاد كلها أصبحت تعاني من مشكلات اقتصادية صعبة بسبب السياسات الخاطئة". وقد شهد السودان مؤخرًا سلسلة من الاحتجاجات الصغيرة في العاصمة الخرطوم وشرق البلاد احتجاجًا على الزيادات الحادة في الأسعار لكن قوات الأمن تصدّت لها وفرقتها.