صرح المسؤول الذي عينه الرئيس الاميركي باراك اوباما لشؤون انتقال السلطة في الشرق الاوسط الجمعة ان واشنطن ستكون "راضية" اذا اسفرت انتخابات برلمانية نزيهة في مصر عن فوز الاخوان المسلمين. وصرح وليام تايلور المعين في المنصب المستحدث كمنسق خاص لانتقال السلطة في الشرق الاوسط "اعتقد ان الاجابة هي نعم، اعتقد اننا سنكون راضين اذا كانت انتخابات حرة ونزيهة"، وذلك ردا على سؤال حول رد فعل واشنطن اذا تصدر الاسلاميون الانتخابات التي تبدأ خلال هذا الشهر. وقال تايلور خلال منتدى بالمجلس الاطلسي، وهو معهد للابحاث في واشنطن ان "ما يتعين علينا فعله هو ان نحكم على الناس وعلى الاحزاب والحركات بناء على افعالها وليس على تسمياتها". وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون صرحت في حزيران/يونيو ان واشنطن اجرت "اتصالات محدودة" مع جماعة الاخوان المسلمين في اطار مسعاها للتكيف مع التغيرات السياسية التي تحصل في مصر. غير ان تلك المحادثات اثارت غضب بعض النواب الاميركيين من الحزب الجمهوري الذين اعربوا عن قلقهم من سعي الاخوان المسلمين لفرض الشريعة الاسلامية في مصر وشمال افريقيا. فقد شهدت تلك المنطقة تغيرات غير مسبوقة هذا العام في اطار ما سمي بالربيع العربي، خاصة في مصر وليبيا وتونس حيث سقطت ديكتاتوريات متجذرة في اطار احتجاجات شعبية. وقال تايلور "تلك الثورات، هذا الحراك نحو الديموقراطية قادر على رفض مسار الاحداث التي يريدها الارهابيون". غير ان مصر اعترتها القلاقل هذا الاسبوع حينما اعلنت الحكومة الانتقالية التي يسيطر عليها المجلس العسكري خططا للسيطرة بشكل اكبر على مسار صياغة دستور مصري جديد. وقال تايلور "ارى في ذلك مشكلة". وقد زار القاهرة الاسبوع الماضي والتقى عددا من اعضاء المجلس العسكري الحاكم، حيث حذر من احتمال عودة الجيش للاستيلاء على السلطة في مصر قائلا ان تحركا من هذا القبيل "سيقود الى وضع سيء -- وضع استبدادي مجددا". وكانت جماعة الاخوان المسلمين المصرية القوية وغيرها من الاحزاب الاسلامية الاصغر حجما قد هددت بتظاهرة مليونية في الشوارع لمعارضة تلك الخطط. وقال تايلور انه رغم عدم اجتماعه بمسؤولين من الاخوان المسلمين في القاهرة، الا انه "كان سيفعل" لو اتيحت له الفرصة. وقال "طالما لم تنتهج الاحزاب او الكيانات العنف او تتخذه مسلكا، فسنتحدث معها". واجرى تايلور مقارنات واسعة بين الاخوان المسلمين في مصر وحزب النهضة الاسلامي في تونس الذي حصل على اكبر عدد من مقاعد المجلس التأسيسي الذي سيعهد اليه صياغة الدستور في تونس، وذلك خلال الانتخابات التي شهدتها تونس مؤخرا حيث يسعى الان لتشكيل ائتلاف للحكم. وبشان الاسلاميين الذين يصلون الى السلطة قال "هذا شيء اعتدنا عليه، ولا ينبغي ان نخشاه. ينبغي ان نتعامل معه".