قبل أيام قليلة فقط من مقتل القذافي، أصدر المكتب التنفيذي الليبي قرارا بالسماح لمنتسبي الجيش والشرطة بإعفاء لحاهم وعدم مطالبتهم بحلقها. جاء ذلك خطاب مؤرخ بتاريخ 10/10/2011، انتشرت نسخة منه على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، صادر عن "المكتب التنفيذي – شؤون الداخلية والحكم المدني"، وموجه إلى مدراء الأمن الوطني بالمناطق، ومدراء الإدارات العامة، ومدراء الكلية التابعة للوزراة وأخرين. وجاء في نص الخطاب: "أحيل إليكم طيه كتاب السيد/ رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في ليبيا والذي نص (ليس من حق وزارة الدفاع أو الداخلية أن تطلب من الجنود والشرطة التابعين لها حلق لحاهم، ولا يحل لأي من الوزارتين أن تفعل ذلك، ومن فعل ذلك فهو آثم، لأنه من التعاون على الإثم والعدوان) والله تعالى يقول {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}". وذيل الخطاب بتوقيع "أحمد حسين الضراط" مسؤول الداخلية والحكم المدني، ويظهر على الخطاب خاتم مكتب وزير الداخلية. يأتي هذا بعد اثنين وأربعين عاما، حارب نظام القذافي خلالها كل مظهر إسلامي وكان يضيق على الملتحين، وكانوا يمنعون من الالتحاق بالشرطة أو الجيش، ويجبر المنتسبون إليهما على حلق لحاهم. ويرى بعض المراقبين أن التيارات السياسية الأقرب للوصول إلى الحكم في كل من تونس ومصر وليبيا هي التيارات الإسلامية التي برزت بشكل كبير خلال الثورات، كما كان لليبيا شأن خاص حيث كانت اللحى تظهر في وجوه المقاتلين الذين أسقطوا نظام القذافي، بل حسبما يرى مراقبون هم من دائرت الحرب على كواهلهم، وغالبهم من أعضاء الجماعة الليبية المقاتلة.