أظهرت النتائج النهائية الرسمية في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية في البحرين -التي جرت السبت في تسع دوائر انتخابية- فوز امرأتين، في وقت شهدت فيه مناطق متفرقة من البلاد مسيرات احتجاجية تطالب بإصلاحات سياسية ودستورية، وفقا لما أورده موقع الجزيرة.نت وقد شهدت الجولة الثانية من الانتخابات إقبالا ضعيفا، وجرت وسط مقاطعة قوى المعارضة التي طالبت بحل مجلس النواب وإلغاء الانتخابات والبدء في إيجاد حلول للأزمة السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد منذ فبراير/شباط الماضي. النتائج الرسمية وأكدت النتائج الرسمية -التي أعلنها وزير العدل البحريني خالد بن علي آل خليفة في مؤتمر صحفي مساء السبت- فوز سمية الجودر وابتسام هجرس، وهي المرة الأولى التي تفوز فيها نساء عن طريق صناديق الاقتراع، وبذلك يصبح عدد النساء داخل البرلمان البحريني أربعا بعد وصول امرأتين بالتزكية. ولم يعلن وزير العدل البحريني نسبة المشاركة التي أثارت جدلا خلال إعلانه نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت السبت الماضي، بعد ما أعلن أن نسبة المشاركة بلغت 51%، في حين رأت جمعية الوفاق المعارضة أن نسبة المقاطعة وصلت إلى أكثر من 82%. لكن وكالة أنباء البحرين الرسمية نقلت عن المدير التنفيذي للانتخابات عبد الله البوعينين قوله إن الانتخابات جرت بشكل ميسر وآمن في ظل إقبال متزايد من الناخبين. وسجلت الدائرة الثامنة بالمحافظة الشمالية أعلى مشاركة حيث أوضحت الأرقام الرسمية فوز مرشح الدائرة محمد بوقيس بمقعد الدائرة، بعد ما حصل على 2990 صوتا من بين عدد ناخبي الدائرة البالغ 15734 ناخبا، وهي من الدوائر المشتركة التي كانت تسيطر عليها جمعية الوفاق خلال الدورتين السابقتين، قبل أن يستقيل أعضاؤها من البرلمان. وزير العدل البحريني لم يعلن نسبة المشاركة في الجولة الثانية (الجزيرة) أدنى مشاركة في حين سجلت أدنى مشاركة في الدائرة الرابعة بمحافظة العاصمة بعد ما فاز المرشح علي حسن شمطوط بمقعد الدائرة بحصوله على 148 صوتا من بين 7792 صوتا تمثل إجمالي عدد ناخبي هذه الدائرة وفقا للأرقام الرسمية، وهي من الدوائر التي يقطن غالبيتها أنصار جمعية الوفاق. وبهذه النتائج أصبح المستقلون -الذين يرجح مراقبون أن يكون أغلبهم مقربين من الحكومة- يسيطرون على أغلب مقاعد البرلمان الأربعين، خصوصا مع تراجع عدد نواب كتلتيْ الأصالة والمنبر الإسلامي (إخوان) في الانتخابات السابقة، فضلا عن مقاطعة جمعية الوفاق لهذه الانتخابات. ووفقا لمصادر صحفية فإنه من المتوقع أن يفتتح العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة دور الانعقاد للبرلمان -المكون من غرفتين، الأولى هي مجلس النواب المنتخب، والثانية مجلس الشورى المعين- خلال الشهر الجاري. مسيرات احتجاجية من جانب آخر، شهدت مناطق متفرقة من البلاد مسيرات ليلية خرجت احتجاجا على الوضع القائم في البلاد، وطالبوا بإصلاحات سياسية ودستورية وبالإفراج عن المعتقلين السياسيين. ففي جزيرة النبيه صالح خرج عشرات الشبان والنساء في مسيرة رددوا خلالها شعارات مناهضة للحكومة ولرئيسها خليفة بن سلمان آل خليفة، وطالبوا باستقالته، لكن المسيرة تحولت إلى مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن التي أطلقت عليهم الغازات المدمعة. مظاهرة سابقة في المنامة تدعو إلى مقاطعة الانتخابات (الأوروبية-أرشيف) وفي المنامة بث ناشطون صورا على الإنترنت توضح عددا من المحتجين أثناء مسيرة وسط السوق الرئيسي في المنامة وهم يحملون لافتات تطالب بإسقاط النظام، وأخرى تؤكد مضيهم في المطالبة بالمطالب السياسية. وفي منطقة العكر جنوب البلاد ذكر شهود عيان أن قوات الأمن أطلقت الرصاص المطاطي والغاز المدمع بكثافة عندما بدأ محتجون مسيرة احتجاجية في الشوارع الداخلية للمنطقة، لكنهم أصروا على الخروج مرة أخرى قبل أن يعاود الأمن تفريقهم. أما في المناطق الغربية من البلاد فقد ذكرت مصادر أن مسيرات متفرقة شاركت فيها نساء خرجت في الشوارع الرئيسية فيها للتنديد بالأحكام التي صدرت بحق الأطباء يوم الخميس الماضي. وطالبت المسيرة بإلغاء الأحكام ضد الأطباء والرموز السياسيين وبالإفراج عن جميع المعتقلين، كما هتفوا بشعارات مناهضة لرئيس الوزراء وطالبوا بإقالته. يشار إلى أن الانتخابات النيابية التكميلية تجري في الدوائر ال18 التي استقالت منها جمعية الوفاق في فبراير/شباط الماضي، احتجاجا على ما وصفته بقمع الاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية ودستورية. وكانت الجولة الأولى قد جرت السبت الماضي لشغل 14 مقعدا من أصل 18، بعد فوز أربعة مرشحين بالتزكية إثر انسحاب منافسيهم. وتنافس على هذه المقاعد 55 مرشحا.