حطم الاف المعتمرين المصريين مساء الاثنين ابواب صالات الحجاج والمكاتب التابعة للخطوط الجوية السعودية في مطار جدة بسبب تاخر سفرهم وبقائهم بدون طعام او علاج او خدمات لثلاثة ايام. وافاد مصدر مسؤول في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة لفرانس برس الثلاثاء ان "الوضع ماساوي للغاية وهناك حالات اغماء وانهيار لكبار السن وعجزة ومعوقين بعد تردي حالتهم الصحية بسبب طول الانتظار في الصالات لاكثر من 72 ساعة". وعزا المصدر الذي رفض كشف هويته اسباب التكدس وحالة الغضب الى "عدم ايفاء الخطوط السعودية بالتزاماتها تجاههم بتوفير طائرات العودة الى القاهرة للمسافرين الذين كانت اعدادهم مهولة". واشار المصدر الملاحي الى ان "معظم الجهات المسؤولة في المطار توارت عن الانظار ولم تقم بواجبها على اكمل وجه وتركت المسؤولية على افراد امن المطار"، مضيفا "افراد امن الصالات اضطروا الى اصدار بطاقات الصعود (البوردنغ) للمعتمرين وعملوا على توفير الطعام والدواء لهم ناهيك عن تفريق التجمهر وتهدئة الناس الغاضبين". واكد المصدر ان "المشكلة تكمن في ادارة الخطوط السعودية التي استخفت بالاف المعتمرين العائدين لبلادهم وتركتهم لايام في صالات المطار دون اهتمام"، مؤكدا ان "كافة خطوط الطيران الاخرى لم تشهد أي حالات تاخير او تكدس على الاطلاق". ولفت الى ان "اكثر من عشرة الاف معتمر مصري تواجدوا في المطار بعد ليلة ختم القران في المسجد الحرام الا انهم لم يجدوا طائرات في انتظارهم تقلهم الى القاهرة". ورغم ان الخطوط السعودية حاولت تخفيف حدة الوضع الماسوي عن طريق استئجار طائرات تابعة لخطوط كابو النيجيرية، الا ان "الوضع الانساني للمعتمرين لا يزال سيئا"، وفقا للمصدر. واعرب المصدر عن مخاوفه من تاثير هذه الاحداث على سمعة المملكة في الخارج، وقال "فسر بعض المصريين الامر على انه مؤامرة ضدهم ولذلك حطموا مكاتب الخطوط السعودية كردة فعل على ذلك". والثلاثاء، زار القنصل المصري بجدة المطار لمحاولة تهدئة المعتمرين وتوفير بعض الخدمات الضرورية لهم والتنسيق لجدولة عودتهم. وكانت وكالة وزارة الحج لشؤون العمرة كشفت الاسبوع الماضي ان عدد تاشيرات العمرة الممنوحة حتى يوم الخامس عشر من شهر شعبان بلغ اكثر من 4 ملايين و600 الف تاشيرة، بزيادة فاقت المليون ومائة الف تاشيرة عن الفترة ذاتها من العام الماضي.