أعلن رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أمس أن حقبة معمر القذافي انتهت، مؤكداً السعي الى بناء دولة ديموقراطية في إطار إسلامي معتدل، إلا أنه حذر من أن المرحلة المقبلة لن تكون مفروشة بالورود. وقال عبد الجليل، في مؤتمر صحافي في بنغازي، «الآن أقول وبكل شفافية إن حقبة القذافي بكل مساوئها انتهت، وعلى الشعب الليبي أن يعلم أن المرحلة المقبلة لن تكون مفروشة بالورود، فأمامنا الكثير من التحديات وعلينا الكثير من المسؤوليات، ابتداء من معالجة الجروح ووضع أيدينا في أيدي بعض». وأضاف إن «لحظة النصر الحقيقية حين يتم القبض على معمر القذافي». وأعرب عن أمله في القبض على القذافي حياً وأن تجري محاكمته في شكل عادل. وأكد «أننا على أبواب مرحلة جديدة نسعى خلالها لبناء دولة على الأسس والمبادئ التي التزمنا بها، وهي الحرية والعدل والمساواة والديموقراطية في إطار إسلامي معتدل». وأكد أن تلك الدولة «يتساوى فيها كل المواطنين وقادرة على استيعاب كل الفئات من شرق ليبيا الى غربها ومن شمالها الى جنوبها الى وسطها، كلنا ليبيون وكلنا لنا الحق بالعيش في كرامة في هذا الوطن». ودعا عبد الجليل الثوار، الذين سيطروا على طرابلس الى «ضبط النفس وعدم التعرض لأرواح وأموال وممتلكات الليبيين وغيرهم» في العاصمة الليبية. وشدد عبد الجليل على أهمية «الصفح والعفو والتسامح وعلى بناء دولة القانون التي ستوفر محاكمة عادلة لكل من تضرر ولكل من اتهم في إحداث هذا الضرر». وقال: «أهيب بثوارنا في طبرق ودرنة... وفي طرابلس والزاوية، عدم استيفاء الحق بالذات، وترك هذه الأمور للقضاء العادل الذي سيُعاقب كل من ارتكب فعلاً تضررت منها فئة معينة من هذا المجتمع». وفي القاهرة، قال ممثل المجلس الوطني الانتقالي لدى مصر عبد المنعم الهوني إن «ليبيا لن تسمح بعد الثورة بوجود قواعد للحلف الأطلسي». وأضاف، في تصريح الى وكالة «أنباء الشرق الأوسط»، المصرية الرسمية، إن «ليبيا دولة عربية إسلامية قبل حلف الأطلسي وبعده وهي جزء من أمتها العربية الإسلامية وعضو فاعل فيها». وتلقى المجلس الوطني دعماً عربياً ودولياً ودعاه الجميع الى الطلب من الثوار عدم الانتقام وإقرار النظام والديموقراطية. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون إن نظام القذافي «يتقهقر بالكامل» وأن عليه أن يتخلى عن أي أمل في التشبث بالسلطة. وتابع: «على القذافي أن يكف عن القتال ويستسلم من دون شروط ويظهر جلياً تخليه بالكامل عن أي آمال في السيطرة على ليبيا». غير أن كاميرون حذر من التهاون إزاء الوضع في ليبيا، الذي وصفه بأنه غير مستقر حيث لا يزال القتال مستمراً بين الثوار وعناصر موالية للقذافي في أجزاء من طرابلس. وأضاف: «من الواضح أن الأولوية الآن هي لإرساء الاستقرار في طرابلس». وتحدث كامرون عن الدور المستقبلي لبريطانيا فوصفه ب «دعم إرادة الشعب الليبي الساعي لانتقال فاعل للحرية والديموقراطية والتعددية في ليبيا». وقال: «ستكون هذه عملية من الليبيين وإليهم بدعم دولي واسع وتنسيق من الأممالمتحدة، وفي تلك الأثناء سأواصل الاتصال عن كثب مع الشركاء من حلف الأطلسي والجامعة العربية وعبد الجليل رئيس المجلس». وقالت روسيا في بيان لوزارة الخارجية بعد ظهر أمس: «نأمل أن يكون ما جرى الأحد والاثنين إيذاناً بنهاية إراقة الدماء بين الليبيين الذي استمر فترة طويلة والذي جلب الكثير من الشقاء والمعاناة لسكان البلد وألحق أضراراً خطيرة بالاقتصاد». وتابع البيان: «أحد الدروس المهمة من الصراع الليبي هو أنه في حالة حدوث حرب أهلية في دولة ذات سيادة يتعين على كل أطراف المجتمع الدولي التصرف بأقصى درجات المسؤولية وضبط النفس». وفي ظل الغموض الذي يحيط بمكان وجود القذافي جدد ميخائيل مارجيلوف مبعوث الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الى أفريقيا تأكيده أن روسيا لن تمنح القذافي حق اللجوء. وفي القدسالمحتلة، أشاد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بالثورة الليبية ضد نظام القذافي ووصفها بالمعركة «من أجل الحرية».