عاتب مذيع قناة الجزيرة الفضائية السعودي علي الظفيري كل من اتهمه بخيانة الوطن أو التخاذل عندما اختار أن يذهب للعمل كمذيع في قناة الجزيرة، وأكد في حوار مفتوح أول من أمس عبر منبر الحوار في النادي الأدبي بالرياض الذي استضافه في لقاء بعنوان (تجربتي في قناة الجزيرة) على أنّ انتقاله كان لغرض مهني فقط مستغربا ما وصفه ب(كل تلك التأويلات) التي صاحبت انتقاله والتي لم تنقطع – على حد قوله – حتى وقتٍ قريب. وأن أداءه في الجزيرة تحسن بعد أن خف الضغط عليه إثر التقائه بمسؤولين سعوديين شرح لهم موقفه. وقال الظفيري في الحوار الذي أداره محمد الهويميل :إنه لم يظن يوماً أنه سيكون مذيعاً، ذاكرا أنه وهو الحامل لبكالوريس علم النفس التربوي من الكويت بدأ مع التلفزيون السعودي عام 1999م بعد أن انضم لدورة تدريبية في مجال الإعلام أشرفت عليها إذاعة الرياض في نفس العام. ووصف الظفيري تلك الدورة بالمهمة والمؤثرة في مسيرته الإعلامية. ثم استمر مذيعاً في التلفزيون السعودي وتنقل خلال ذلك بين تلفزيوني الرياض والدمام وإذاعة الرياض إلى أن جاءه عرض قناة العربية التي تقدمت بطلب إلى وزارة الثقافة والإعلام لإعارة الظفيري لها، لكن الطلب استمر مجمداً أكثر من ستة أشهر نمت خلالها داخل الظفيري قناعة – حسب قوله - بأنه يستطيع العمل في مكانٍ يستوعب إمكانياته وطموحاته ويقدرها، فتوجه إلى قناة الجزيرة وقوبل بالترحيب. وبين الظفيري أنّ مدير قناة الجزيرة طلب منه مراجعة نفسه في هذا القرار، وسأله ما إذا كان يريد فعلاً هذا العمل، وأرسل استقالته إلى وزارة الثقافة والإعلام والتي رُفضت، كما قال، وتم فصله، ليظل أكثر من تسعة أشهر لم يدخل خلالها إلى المملكة جرّاء الاحتقان الذي نشأ بسبب عمله الجديد. ولم ينفِ الظفيري إحساسه بالذنب الذي حاول البعض تكريسه داخله، وتحويل سعيه وراء مهنة محترفة إلى إثمٍ يجب أن يتوب منه، موضحا أن الذنب الذي شعر به كان بسبب معرفته بطريقة تعامل بيئته مع الإعلام وأنهم يعتبرونها مؤسسة حكومية كالجهات العسكرية. وأكد الظفيري على أن الدور الحقيقي للصحافة يختلف عما يظنه الكثيرون فالصحافة لا هوية لها وهذا ما جعله يختار ارتداء البدلة بدلاً من الزي السعودي لتكون الهوية بمنأى عن مهنته الإعلامية، وحتى لا ينشغل المشاهدون بهويته الظاهرة على زيه. وعن عمله مع الجزيرة قال الظفيري إن العمل في مؤسسة إعلامية كبيرة كالجزيرة خلق ضغطاً كبيراً عليه، مما جعل أمامه خيارين إما النجاح السريع أو الفشل السريع، نافيا أن تكون قناة الجزيرة مسيسة أو تستهدف دولة بعينها إلا أنه عاد ليقول إن الحيادية ليست موجودة في الإعلام، وهي في بعض الحالات مرفوضة كما في التغطيات التي واكبت الحرب على غزة، موضحا:"يجب ألا تكون محايداً عندما تكون ضحية لجلادٍ ينتظر منك أن تقول رأيك فيه". وتابع الظفيري بقوله: الحياد غائب ولكن الموضوعية والمهنية ونقل الخبر في سياقه هي من سمات قناة الجزيرة وإن كانت الجزيرة تفتقر إلى أمرٍ ما فهو عدم مراعاتها للحساسية التي تنشأ عن نقلها لبعض الأخبار وأضاف " لا يوجد لدينا في الوطن العربي صحافة مستقلة تماماً". وحسب الوطن السعوديةأنه وصف الظفيري الصحفي السعودي بأنه يشعر أنه أقل من غيره، وهذا ليس صحيحاً فقنوات كالجزيرة والعربية قامت بتدريب منسوبيها بعد أن انتقلوا إليها ولو حظي الصحفي السعودي بفرصة مماثلة – والحديث للظفيري – فسيبدع كما أبدع غيره. وتابع الظفيري:إن السعوديين والخليجيين بشكل عام غائبون عن المؤسسات الإعلامية التي تمتلك دول الخليج أكثر من 90% منها، وأضاف "غير الخليجيين أقدر على تلبية بعض احتياجات مالكي هذه القنوات ومنها تلميع صورهم إذا تطلب الأمر". وفي إجابته عما إذا كان تحويل الإعلام الحكومي إلى مؤسسات مستقلة سيساعد في تطور وسائل الإعلام في السعودية، قال الظفيري "القضية هي قضية موقفنا من الإعلام أولا،ً قبل التفكير في تحويله إلى مؤسسة يجب أن ندرك أهميته ونعطي القيمة الحقيقية للعاملين فيه". وعن سؤالٍ حول هجرة الإبداع قال الظفيري "الإنسان يبحث عن الرزق وسيختار المكان الذي يوفر له مردوداً مادياً يرضيه، واستدرك الظفيري :"ليس كل من هاجر نجح فالهجرة تصنع الكثير من الضغوط بسبب العزلة وغيرها، لكن الغالب هو أن من يختار الهجرة يكون قد شعر بقدراته التي يملكها وحينها يذهب للبحث عن فرصة لم تتوفر له في وطنه".