في أول كلمة يوجهها إلى الشعب المصري منذ أحداث ثورة 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، سعى المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يتولى إدارة شؤون البلاد، إلى تأكيد دعم الجيش للثورة، التي وصفها بأنها تحمل "مبادئ سامية ونبيلة"، إلا أنه شدد على أن المجلس العسكري عازم على مواجهة التحديات، سواء الداخلية أو الخارجية، "بقوة لا تلين." ففي كلمته بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو/ تموز عام 1952، خاطب طنطاوي المصريين قائلاً: "أبناء شعب مصر العظيم، تمر هذه الأيام 59 عاماً على قيام ثورة يوليو المجيدة، التي توجت بها القوات المسلحة كفاح ونضال شعب مصر عبر العصور، في سبيل الحرية والاستقلال، والقضاء على الاستغلال والإقطاع، وتحكم رأس المال في الحكم." وأضاف أن ثورة يوليو انطلقت من "مبادئ سامية ونبيلة، استهدفت تحرير الإرادة، وإعلاء الكلمة، واستقلال القرار، وتحقيق العدالة الاجتماعية، في غير تميز أو تفرقة، وإرساء حياة ديمقراطية سليمة، وإقامة الجيش الوطني القوي"، مشيراً إلى أن الثورة "رعت صالح الوطن والمواطن، فالتف الشعب حولها، وأيدها وناصرها." وتابع قائلاً: "يتواكب احتفالنا بذكرى ثورة يوليو المجيدة، التي حملت القوات المسلحة لواءها، وحظيت بتأييد شعب مصر العظيم ومساندته، مع مرور 6 أشهر على انطلاق ثورة 25 من يناير، التي حمل لواءها الشعب، وحظيت بحماية القوات المسلحة وتأييدها." وفي وصفه للثوار، قال رئيس المجلس العسكري إن "هذا الجيل من شباب الوطن، الذين خرجوا يوم 25 من يناير مطلع هذا العام، نبت طيب من أرض مصر، ينتمون لشعب عريق، تبنوا مبادئ سامية ونبيلة، أكدت إحساسهم الوطني، وإدراكهم بمسؤوليات شباب الوطن في تقدمه وصنع تاريخه." ووجه طنطاوي "تحية إجلال وإكبار لشهداء ثورة 25 من يناير وتضحياتهم، ولكل الشهداء من أبناء الوطن الذين ضحوا من أجل مصر وعزة شعبها"، بحسب ما جاء في الكلمة التي أذاعها التلفزيون المصري. واعتبر رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن تماسك الجبهة الداخلية وصلابتها "ضرورة وطنية، لمواجهة التحديات والصعاب" وشدد على الالتفاف حول هدف واحد وهو "مصر أولاً"، قائلاً إن "الشعب الذي رفض الهزيمة في عام 1967، وحقق نصر أكتوبر (تشرين الأول) المجيد عام 1973، قادر على تخطى الصعاب، وصنع التاريخ، بتكاتفه وتآلفه وتعاونه والتفافه حول راية الوطن." وعن توجهات السياسة الخارجية خلال المرحلة الانتقالية، قال: "سوف نواصل جهودنا ودعمنا لعملية سلام الشرق الأوسط، واضعين تحركنا على الصعيد العربي على رأس أولويات سياستنا الخارجية، ولن نتردد في اتخاذ مواقف تدعم التعاون بين مصر وشقيقاتها العربيات، نساند قضايا أمتنا في كافة المحافل الدولية، ونحمي أمنها القومي." وتابع في هذا الصدد: "كما أننا نضع تحركنا على الصعيد الأفريقي في مقدمة اهتمامات سياستنا الخارجية، ونولي اهتماماً كبيراً بعلاقات مصر بدول حوض النيل، تقوم على التعاون وتحقيق المصالح المشتركة، وإننا واثقون في قدرتنا على التوصل إلى رؤى مشتركة تحقق أهدفنا الوطنية." وشدد، في ختام كلمته، على قوله: "إننا عاقدون العزم على مواجهة تحديات الداخل والخارج بقوة لا تلين، واثقين في قدرتنا على التغلب عليها، بروح أكتوبر (تشرين الأول 1973)، التي قويت على الصعاب، وحققت النصر التاريخي المجيد." كما أكد عزمه على مواصلة تطوير وتحديث القوات المسلحة، لتظل "الدرع الواقي للوطن، والحصن المنيع للشعب"، موجهاً التحية لرجال القوات المسلحة، مشيراً إلى دور الجيش في تقديم الحماية الكاملة للشعب خلال ثورة 25 يناير/ كانون الثاني الماضي. يُذكر أن ثورة 23 يوليو/ تموز عام 1952، جاءت بعد انقلاب عسكري، قاده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأيده الشعب، وأدى إلى عزل الملك فاروق الأول عن الحكم ومغادرته البلاد، بينما توصف ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، بأنها ثورة شعبية، أيدها الجيش، وأدت إلى الإطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك.