ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أنّ انهيار حكم الدكتاتورية في تونس ومصر وليبيا واليمن أدَّى إلى فقد عملاء التجسُّس الأمريكي الكثير من حلفائهم المُهمِّين في حربها ضد القاعدة. وأوضحت المجلة على موقعها الالكتروني أنّ الأمريكيين قضوا سنوات طويلة في بناء علاقات واتصالات مع شخصيات رئيسية في الأجهزة العسكرية والاستخباراتية للبلدان في منطقة الشرق الأوسط بهدف تزويدهم بالمعلومات التفصيلية، مضيفةً أنّ تلك العلاقات ركزت على مطاردة مجموعة من الناشطين الذين لم يشاركوا في الموجة العارمة من الثورات الشعبية بالمنطقة. وأشارت المجلة، في تقريرها الذي حمل عنوان "اختبار الاستخبارات" أنّ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA ) اعتمدت على الرئيس السابق حسني مبارك لمدة 30 عامًا لكونه حليفًا رئيسيًا، بجانب الشخص المحوري في تلك العلاقة وهو اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس السابق. وأضافت: "تلك الشراكة أصبحت أولوية قصوى عام 1990 عندما واجهت مصر تهديدًا خطيرًا يتمثل في الإرهاب بقيادة أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، لكن عندما اندلعت الثورة الشعبية ضد مبارك في يناير الماضي، فوجئ الجميع، ليس فقط مبارك نفسه، ولكن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أيضًا". وقالت المجلة: إنّ ذلك ليس خطأ وكالة المخابرات المركزية في أنها فشلت في رؤية اقتراب العاصفة بشكل كامل، وإن المصريين حاولوا دائمًا منع الأمريكيين من التحقيق في قضية المعارضة الشعبية داخل مصر". وكشفت المجلة أنّه "خلال تولّي الرئيس بيل كلينتون رئاسة الولاياتالمتحدة، استخدمت وكالة الاستخبارات المركزية انتشارها العالمي لتعقُّب أعضاء تنظيم القاعدة، ثم إرسالهم إلى مصر للاستجواب، وقد يمتد الأمر إلى التعذيب والإعدام في بعض الحالات، موضحةً أنه من خلال العثور على الجهاديين المصريين في ألبانيا وغيرها، تمكّنت وكالة الاستخبارات المركزية من الحصول على معلومات مهمة حول الأعمال الداخلية لتنظيم القاعدة".