هذا الكتاب يتحدث عن أعداء أمريكا، وهو بقلم مؤلفه روان سكارابورو يشرح بالتفصيل كيف أصبحت وكالة الاستخبارات الأمريكية العدو الأول الذي يتولى هدم المنجزات الأمريكية من داخل النظام الأمريكي نفسه، حيث تفردت الوكالة بغواية الحكومة وتشتيت جهودها وذلك من خلال استغلالها الدور الذي أسندته إليها الحكومة في أثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر لتعقب القاعدة والقضاء على أسامة بن لادن. وبعكس هذه التوقعات التي تخدم سياسة الدولة، يثير مؤلف كتاب أعداء أمريكا بطي كتابه حقيقة الدور الذي لعبه الدور الاستخباراتي وكيف قوضت وكالة المخابرات الأمريكية الجهود الرئاسية والأمن القومي من خلال التضليل والتسريبات وادعاءات لا أساس لها من الصحة، حيث تعمدت الوكالة كتابة وتزكية تقارير لا أساس لها من الصحة وهي حالة يصفها المؤلف بكونها تخريبا صريحا لسياسة أمريكا من الداخل. يصف المؤلف العناصر الكبار في وكالة المخابرات بكونهم خانوا الثقة التي أسندها إليهم صانع القرار الأمريكي، حيث تتركز مهمة المخابرات المركزية في جمع الحقائق وتمكين مؤسسات الدولة في البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية ممارسة سياسة أمن قومي على أساس معلوماتي صحيح، ولكن كما يوضح المؤلف سكارابورو بشكل قاطع أن وكالة المخابرات لم تكن في مستوى التحديات المطروحة على أجندة صانع القرار الأمريكي. يستخدم المؤلف مصادر من الدرجة الأولى ذات الصلة بجميع مستويات الأمن القومي لموظفين ميدانيين ومحللين رفيعي المستوى لرؤساء سابقين في الاستخبارات ومن خلال أدوات بحثه مستندا إلى استجوابات حقيقية وهو يرسم للقارئ صورة مقلقة حول السياسة الحزبية التي تهدد نجاح الحملات الأمريكية في الخارج، هذا عدا كونها تهدد حياة جنود عملوا مع الوكالة بإخلاص لخدمة الأمن القومي، وحياة جنود أفنوا حياتهم في خدمة أهداف أمريكا. هنا فقط يطرح المؤلف الخطوط العريضة التي توصل إليها من خلال بحثه عن أعداء أمريكا، حيث تتمثل أعمال التخريب في كيف سرب المحللون مرارا وتكرارا في وكالة الاستخبارات المركزية تفاصيل عن برامج استخباراتية سرية بقصد مزدوج بما في ذلك إلحاق أضرار بصانع القرار نفسه، كما يشرح بالتفصيل كيف حاول مسؤولو الاستخبارات تلفيق ادعاءات خطيرة بصدد ارتكاب مخالفات ضد بعض الرؤساء والتي تبين لاحقا من خلال ثمان مناسبات أنه لا أساس لها من الصحة. وبالإضافة إلى ذلك، يشرح المؤلف خلافا للاعتقاد السائد كيف أصبحت وكالة المخابرات المركزية في الغالب ليبرالية وكيف منعت وكالة المخابرات المركزية ملاحقة واعتقال زعيم طالبان. ولا تتوقف أساليب التخريب عن هذا الحد، بل يشرح المؤلف كيف عمل مسؤولو المخابرات على تغذية نظرية المؤامرة في صفوف أصدقاء أمريكا، وكيف وقفت وكالة المخابرات وراء عدد من التسريبات الصحافية مستهدفة من خلال ذلك إلحاق أضرار بالعلاقات الخارجية لأمريكا مع حلفائها في الحرب على الإرهاب. - Sabotage: America's enemies within the CIA Rowan Scarborough