رفض ثلاثة مدونين سعوديين تسلم شهادات «الشكر والتقدير» التي قدمتها لهم الشركة المنظمة للمنتدى العربي للإعلام الاجتماعي الرقمي، نتيجة إلغاء «فقرتهم فجأة» من المنظمين، غير أنهم اعتلوا منصة التكريم لشرح ما حدث لوزير الإعلام والثقافة (راعي المنتدى)، وأن قبولهم للدعوة كان من أجل الحديث عن تجربتهم، وذهبوا تاركين الشهادات على طاولة المسرح. ونقلا عن صحيفة " الحياة " فإنه فور انتهاء الملتقى الذي أقيم أول من أمس في فندق الفيصلية في الرياض، لجأ المدون مازن الضراب إلى مدونته لشرح ما حدث له ولزملائه مشهور الدبيان وثامر الغامدي، قائلاً: «للتو عدت من المنتدى العربي للإعلام الاجتماعي الرقمي... لقد كان التنظيم سيئاً للغاية، وهي ليست للمرة الأولى». وأضاف الضراب: «وصلنا إلى الفندق من وقت باكر، وتم إبلاغنا أن الوزير سيكرمنا، ولا أدري ما فكرة التكريم، فنحن لم نفعل بعد أي عمل، والأهم من ذلك، كان الاتفاق أننا سنعطى فرصة للتحدث عن تجاربنا في الإعلام الاجتماعي وأن نكون جزءاً من ندوة مصغرة للحديث عن هذا الموضوع». وتابع: «دخل الوزير حينما لم يتبق على نهاية الحفلة سوى فقرتين، وتفاجأنا بأن وقت الكلمات بدأ يقل تدريجياً، ولم يُعطَ للمتحدثين فرصة لإكمال كلماتهم... تم بعدها إخبارنا بأن فترة النقاش تم إلغاؤها لضيق الوقت، وأن ما يجب علينا فعله هو التوجه لتسلم الجائزة، وكأنهم افترضوا أننا أتينا فقط من أجل السلام على الوزير». غير أن الثلاثة أبدوا تضايقهم من تصرفات المنظمين، وأجمعوا على صعود المنصة معاً للحديث للوزير بكل جرأة: «تكلمنا بكل جرأة بدأها أخونا مشهور وأردفنا بعده القول وتوضيح سبب وجودنا وأننا لم نُعطَ فرصة التحدث»، مضيفاً: «الوزير لم يكن على علم بما حصل، ووعدنا بشكل شخصي بأن يعوضنا عن سوء التنظيم باستضافتنا في حلقة من حلقات برنامج صباح السعودية». غير أن الضراب الذي يعد أحد أشهر المدونين الشبان السعوديين قال في مدونته: «لم نكن نريد التحدث لأجل التحدث، شخصياً كان الهدف الأسمى هو شكر كل من صوت لي ومحاولة لتوضيح ما الذي سيحدث بعد أن نصبح سفراء، وكيف يمكننا فعلاً أن نقوم بدورنا المطلوب بعد أن يتم إيضاحه للناس»، مضيفاً: «الشهادات التي أعطيت لنا لم نتسلمها وبقيت على الطاولة لأن الشهادة الأساسية كانت بثقتكم بنا وإعطائنا أصواتكم وتشجيعكم الذي لا نستغني عنه أبداً»، إذ كانت هناك مسابقة على موقع «عين الرياض» تتمثل في ترشيح مدوني مدينة الرياض ليكونوا سفراء لمدينة الرياض، وحصل الثلاثة على أعلى نسبة أصوات، وتم التواصل معهم من المنظمين لكي يتم «استضافتنا وإعلان فكرة سفير الرياض في المؤتمر وإعلان ذلك رسمياً»، غير أن رياح المنظمين أتت عكس توقعات المدونين الثلاثة. ووصف المدون مشهور الدبيان، التصرفات التي حدثت مع المدونين ب«التصرفات التي تحدث في العصر الحجري»، مضيفاً في مدونته: «عند استدعائنا لتسلم شهاداتنا، سلّمت على الوزير، وذكرت له بكل صراحة أن وقتنا لا يقل أهمية عن وقته، وأنه لا يصح أن ننتظر عدة ساعات ليأتي هو ويلغي كل ما كنا ننتظره بمجرّد دخوله في القاعة، وبحجة ضيق الوقت فقط، ورفضنا جميعاً تسلم الشهادات لأننا لم نقم بشيء فعلياً. فطلب منا الانتظار جانباً حتى ينتهي من توزيع الشهادات، ثم حاورناه بعد أن انتهى، واعتذر عما حصل وانه لم يكن يعلم بما يحصل». وعلقت المدونة هند الفهاد، على تصرف أقارنها المدونين قائلة: «جميل جداً يا مازن، مللنا ممن يلمعون ويترززون عند المسؤولين... حركتكم هذه رائعة وتعكس حجم الوعي، وبالتأكيد فيكم الخير الله يقويكم»، فيما قال المدون سلطان العاصمي: «للأسف هذه حال مؤتمراتنا وندواتنا، سلق بيض ببساطة، جميل ما فعلتموه، وتمسككم بالمبدأ».