لقي خمسة من الثوار في ليبيا مصرعهم وأصيب آخرون في قصف نفذته قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهو ما أثار حفيظة الثوار الذين ينتقدون من الأساس تباطؤ الناتو في استهداف كتائب القذافي، في حين قامت هذه الكتائب مجدد بقصف مصراتة، ما أدى إلى مقتل خمسة آشخاص وإصابة 25 آخرين. وأوضح مراسل الجزيرة علي هاشم في اتصال هاتفي من الطريق بين أجدابيا والبريقة أن الغارة جرت في ظل طقس سيئ وعواصف رملية، وهو طقس يؤكد الثوار أنه لم يكن مناسبا لشن غارات جوية حيث يزيد احتمال سقوط ضحايا بالخطأ بين صفوف الثوار. كما نقل المراسل أن الثوار الذين عبروا في الأيام القليلة الماضية عن ضيقهم مما وصفوه بتباطؤ الناتو في مواجهة كتائب القذافي، تزايدت نقمتهم مع تأكيدهم أن المنطقة التي تعرضت للقصف قرب ميناء البريقة النفطي كان معروفا أنها تابعة للثوار. وأشار المراسل إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها ثوار ليبيا للقصف من الناتو الذي يتولى قيادة عمليات التحالف الدولي لتنفيذ قرار مجلس الأمن بفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا بهدف حماية المدنيين، علما بأن المرة الأولى شهدت تبريرا بأن بعض قوات القذافي تتموقع بين الثوار وتطلق نيرانا على طائرات التحالف التي ترد بدورها بقصف المكان. وكان قادة الثوار قد وجهوا انتقادات حادة للتحالف الدولي الذي يتولى مراقبة منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا وفق قرار لمجلس الأمن الدولي، وقال هؤلاء إن على التحالف بذل جهد أكبر لمساعدة سكان مصراتة، في حين أعلنت فرنسا أنها تنظر في إقامة ممر إنساني عبر البحر إلى المدينة. وفي وقت سابق، انتقد قائد أركان جيش التحرير الليبي عبد الفتاح يونس، وهو وزير داخلية سابق انشق عن نظام القذافي، حلف الناتو وقال إنه خيب الآمال لأنه يترك "أهل مصراتة يموتون" ولا يتدخل لضرب قوات القذافي التي تقصف هذه المدينة. في الأثناء دوت أربعة انفجارات في جنوب العاصمة طرابلس وشرقها اليوم الخميس، كما سمع أزيز طائرات وفقا ما ذكر شهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسية، دون ورود تفاصيل. كما تحدثت مصادر للجزيرة عن تظاهر مئات المعارضين لنظام القذافي أمام فندق غابة النصر ريكسوس قرب باب العزيزية مقر إقامة العقيد الليبي. ومن جهة أخرى، اتهم وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم القوات البريطانية بقصف منشآت نفطية أمس في حقل السرير بجنوب شرقي البلاد، وقال في مؤتمر صحفي إن الغارات أسفرت عن مقتل ثلاثة حراس في الموقع وجرح أربعة أشخاص آخرين من العاملين هناك. وأضاف أن الغارة أوقعت أضرارا مادية خصوصا في الأنبوب الذي ينقل النفط من موقع السرير إلى مرفأ طبرق الذي يسيطر عليه الثوار. لكن المجلس الوطني الانتقالي الليبي قال أمس إن كتائب القذافي هي التي قصفت الحقل النفطي مما أدى إلى توقف الإنتاج. وفي هذه الأثناء أبحرت ناقلة نفط من ميناء طبرق تحمل أول شحنة نفط يصدرها الثوار بعد إعلان المجلس الوطني الانتقالي اتفاقا مع قطر يقضي بتسويق النفط من الحقول الشرقية التي يسيطر عليها.