نقل تقرير اليوم الثلاثاء تأكيدات الأميرة حصة الشعلان حرم العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن قرار الملك عبد الله بتثبيت كل من هم على البنود الوظيفية يشمل الجميع دون استثناء. وجاء ذلك عندما رعت الأميرة حصة يوم الأحد الماضي ندوة (رؤية مستقبلية للحد من البطالة لخريجات الجامعات السعودية)، نظمها مركز الدراسات الجامعية للطالبات في جامعة الملك سعود في عليشة. وفي أواخر فبراير/شباط الماضي، نقل عن الملك عبد الله أوامره بتثبيت جميع المعينين بعقود حكومية مؤقتة دون ذكر عدد المستفيدين من الإجراء وهو الأحدث في حزمة من المزايا التي أمر بها الملك عبدالله لدى عودته إلى المملكة من رحلة علاجية بالخارج يوم 23 فبراير/شباط الماضي استمرت ثلاثة أشهر. ووفقاً لصحيفة "عكاظ" السعودية، قالت الأمير حصة "إن كل ما استمعت له في ندوة جامعة الملك سعود يحظى باهتمام ورعاية الملك"، مضيفة "إن أغلب ما سمعته سأنقله له، وإني واثقة من أنه سيحظى بمتابعته شخصياً". وطلبت الأميرة حصة من الخريجة أريج السدحان إكمال حديثها، عندما طلبت منها رئيسة الجلسة التوقف عن الكلام حينما كانت تنقل معاناتها، وبينت أنه رغم حصولها على مرتبة الشرف الأولى منذ سنوات من قسم التغذية، إلا أنها لم تحظ بوظيفة تناسب تخصصها كخريجة متفوقة، موضحة أن إحدى مالكات المدارس الكبرى في الرياض أكدت لها أنها تفضل الأجنبيات على السعوديات، لأن الأجنبية على حد قولها تعمل براتب أقل، ولكن بنشاط أكثر من السعودية. وبينت أريج أنها أصرت أن تثبت جدارتها لكنها لم تستطع نظراً للمضايقات التي واجهتها، وهي حاليا بدون عمل. وتتفاقم أزمة البطالة في السعودية صاحبة أكبر اقتصاد عربي، وذكر العام الماضي أن 78 في المائة من حاملات الشهادة الجامعية عاطلات عن العمل في السعودية كما أظهرت أخر دراسة رسمية ارتفاع نسبة بطالة السعوديات إلى 28.4 بالمائة في 2009 مقارنة مع 26.9 بالمائة في 2008. وبحسب صحيفة "عكاظ"، رفضت الأميرة حصة مقولة أريج "إن المجتمع فيه طبقية متعددة"، مؤكدة أن الملك يرفض هذا بترديده دائماً مقولة "أنا من الشعب والشعب مني"، ووعدت الأميرة بنقل معاناة المعيدة أروى المسعود وأخريات رفضت الجامعة ترسيمهن، للملك عبد الله. ويُعتمَد في السعودية كثيراً على العمال الأجانب التي تفضل كثير من الشركات توظيفهم لأنهم يعملون ساعات طويلة مقابل أجور زهيدة. وذكرت الصحيفة أن "سماح، طالبة كشفت أمام حرم الملك بأنها تعرضت لظلم من إحدى الجامعات، عندما تخرجت بنسبة 4.28 بالمائة، وأتمت ما نسبته 50 في المائة من الدراسات العليا وأجرت التطبيق العملي، فأعجبت الوكيلة بعملها فوعدتها بتعيينها معيدة، ولكنها فوجئت في الفصل الثاني أن هناك من حصلت على الوظيفة ذاتها بسبب الواسطة، فطلبت منها مديرة الجلسة الدكتورة نورة الشملان نقل تظلمها إلى ديوان المظالم". وأوضحت الموظفة نوال الفوزان قائلة "سبق أن عينت بشهادة الثانوية فقط رغم أنني أحمل بكالوريوس ولدي شهادات تدريبية عدة، إلا أن قرار الملك بالترسيم رد لي اعتباري". وقالت الدكتورة فوزية البكر أستاذة أصول التربية في جامعة اللملك سعود "إن الرغبة في سعودة قطاع التعليم، أدت إلى التركيز على دفع الطالبات من خريجات الثانوية إلى التخصصات التربوية، كما أدت لتركيز أكبر للفرص التعليمية الحكومية في هذا القطاع، ما أدى بعد 20 سنة إلى حالة من التشبع الهائل من خريجات هذه التخصصات". وكشف الدكتور عبد العزيز داغستاني أن 90 في المائة من المساجين السعوديين حملة بكالوريوس، 70 في المائة منهم عاطلون عن العمل. وقال "إن البطالة تشكل في الاقتصاد السعودي، بمستواها الحالي، في شقيها الرجالي والنسائي، معضلة حقيقية تتجاوز آثارها الجانب الاقتصادي، إذ أصبحت تشكل خللا له إفرازات اجتماعية وأمنية لا يمكن إغفالها".