أكدت ل«عكاظ» حرم خادم الحرمين الشريفين الأميرة حصة الشعلان، أن قرار الملك عبد الله بتثبيت كل من هم على البنود الوظيفية يشمل الجميع دون استثناء. وقالت «إن كل ما استمعت له في ندوة جامعة الملك سعود يحظى باهتمام ورعاية الملك»، مشيرة إلى أنه وضع نصب عينيه هموم المواطنين، مقدما ذلك حتى على أبنائه حتى في لحظة مرضه، مضيفة «إن أغلب ما سمعته سأنقله له، وإني واثقة من أنه سيحظى بمتابعته شخصيا». وطلبت الأميرة حصة من الخريجة أريج السدحان إكمال حديثها، عندما طلبت منها رئيسة الجلسة التوقف عن الكلام حينما كانت تنقل معاناتها، وبينت أنه رغم حصولها على مرتبة الشرف الأولى منذ سنوات من قسم التغذية، إلا أنها لم تحظ بوظيفة تناسب تخصصها كخريجة متفوقة، موضحة أن إحدى مالكات المدارس الكبرى في الرياض أكدت لها أنها تفضل الأجنبيات على السعوديات، لأن الأجنبية على حد قولها تعمل براتب أقل، ولكن بنشاط أكثر من السعودية. وبينت أريج أنها أصرت أن تثبت جدارتها لكنها لم تستطع نظرا للمضايقات التي واجهتها، وهي حاليا بدون عمل. ورفضت الأميرة مقولة أريج إن المجتمع فيه طبقية متعددة، مؤكدة أن الملك يرفض هذا بترديده دائما مقولة «أنا من الشعب والشعب مني»، ووعدت الأميرة بنقل معاناة المعيدة أروى المسعود وأخريات رفضت الجامعة ترسيمهن، للملك عبد الله. سماح، طالبة كشفت أمام حرم الملك بأنها تعرضت لظلم من إحدى الجامعات، عندما تخرجت بنسبة 4.28 وأتمت ما نسبته 50 في المائة من الدراسات العليا وأجرت التطبيق العملي، فأعجبت الوكيلة بعملها فوعدتها بتعيينها معيدة، ولكنها فوجئت في الفصل الثاني أن هناك من حصلت على الوظيفة ذاتها بسبب الواسطة، فطلبت منها مديرة الجلسة الدكتورة نورة الشملان نقل تظلمها إلى ديوان المظالم. وقالت الموظفة نوال الفوزان «سبق أن عينت بشهادة الثانوية فقط رغم أنني أحمل بكالوريوس ولدي شهادات تدريبية عدة، إلا أن قرار الملك بالترسيم رد لي اعتباري». وكانت الأميرة حصة قد رعت البارحة الأولى ندوة (رؤية مستقبلية للحد من البطالة لخريجات الجامعات السعودية)، نظمها مركز الدراسات الجامعية للطالبات في جامعة الملك سعود في عليشة. وقالت الدكتورة فوزية البكر أستاذة أصول التربية في الجامعة «إن الرغبة في سعودة قطاع التعليم، أدت إلى التركيز على دفع الطالبات من خريجات الثانوية إلى التخصصات التربوية، كما أدت لتركيز أكبر للفرص التعليمية الحكومية في هذا القطاع، ما أدى بعد 20 سنة إلى حالة من التشبع الهائل من خريجات هذه التخصصات». من جانبه، أكد طلعت حافظ الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المعرفية في البنوك السعودية، في ورقة عمل، أن عمل المرأة اليوم أصبح ضرورة حتمية تفرضها ظروف المتغيرات والمستجدات والحاجة الملحة، حيث لم يعد عمل المرأة من باب الترف الاجتماعي، بل أصبح من باب الحاجة، خصوصا أنها تشكل نحو 50 في المائة من تركيبة المجتمع السعودي، وأصبحت تتبوأ مراتب علمية ومراكز عملية مرموقة على المستويين المحلي والدولي. وكشفت الدكتورة الجوهرة الزامل أستاذة الدراسات الاجتماعية، أنها ومن خلال نتائج دراسة على عينة من الفتيات في الرياضوجدة والدمام، أن 90 في المائة يرين أن الواسطة والمحسوبية هي سبب البطالة بينما أرجعتها 86.8 في المائة لقلة فرص العمل، وأن 68.8 في المائة يرين أن البطالة تسبب فقدان الشعور بالانتماء. وكشف الدكتور عبد العزيز داغستاني أن 90 في المائة من المساجين السعوديين حملة بكالوريوس، 70 في المائة منهم عاطلون عن العمل. وقال «إن البطالة تشكل في الاقتصاد السعودي، بمستواها الحالي، في شقيها الرجالي والنسائي، معضلة حقيقية تتجاوز آثارها الجانب الاقتصادي، إذ أصبحت تشكل خللا له إفرازات اجتماعية وأمنية لا يمكن إغفالها».