تحولت ندوة عن البطالة في جامعة الملك سعود في الرياض إلى مطالبات من خريجات بتوظيفهن، خصوصاً أن راعية الندوة حرم خادم الحرمين الشريفين الأميرة حصة الشعلان. وكانت خريجة تتحدث عن المشاكل التي تواجههن في الوزارات، ووجود طبقات في المجتمع، ما جعل رئيسة الجلسة تقاطعها، وفي هذه الأثناء تدخلت حرم خادم الحرمين الشريفين، التي طلبت منها إكمال حديثها، إذ شددت حصة الشعلان على أنه «لا يوجد لدينا طبقات، والملك يردد دائماً أنا من الشعب والشعب مني». وقالت الخريجة من قسم التغذية بجامعة الملك سعود بامتياز مع مرتبة الشرف أريج السالم: «عندما نتجه إلى القطاع الخاص نجد العمالة الوافدة تتكدس بها، ويحظين بالأولوية، ومؤسسات الدولة تلعب الواسطة فيها دوراً كبيراً، لماذا نخرّج أطباء سعوديين، ونستقدم أجانب، أليس شباب وشابات الوطن أولى بالمشاركة في تنمية الوطن؟». وناشدت المعيدة المتعاونة في جامعه الملك السعود أروى المسعود الأميرة حصة الشعلان إيصال مشكلتهن مع التوظيف إلى خادم الحرمين الشريفين بشأن الترسيم، الذي أمر به أخيراً لموظفي البنود دون استثناء، إذ إن إدارة الجامعة رفضت ذلك بحجة أن الجامعة لا يشملها الأمر. وذكرت طالبة الدراسات العليا والمتعاونة مع إحدى الجامعات وتدعى سماح، أنها وُعدت بالتثبيت أكثر من مرة، لكنها صدمت عندما تم توظيف فتاة أخرى عن طريق القسم الرجالي من دون أن تجري معها وكيله القسم مقابلة شخصية، أو حتى تطلع على أوراقها، وطلبت منها رئيسة الجلسة الأولى الدكتورة نورة الشبلان أن تتجه إلى ديوان المظالم لتقديم شكوى. وأوضحت الدكتورة الجوهرة الزامل في ورقة عمل «الآثار الاجتماعية المترتبة على بطالة الفتيات، دراسة ميدانية مطبقة على عينة من خريجات الجامعات» أن الواسطة والمحسوبية وصلت 90 في المئة، وقلة فرص العمل بنسبة 86.8 في المئة، وسوء التنظيم وغياب التخطيط في التعليم بنسبة 83 في المئة، والشروط الصعبة للتوظيف 82.6 في المئة، وقلة الفرص الوظيفية للنساء بنسبة 77.5 في المئة، وفقدان الشعور في الانتماء 68.8 في المئة، وسهوله التعرض للابتزاز والاستغلال بنسبة 54 في المئة، وكثرة جرائم السرقات على أيدي العاطلات بنسبة 51 في المئة، والضغط على الفتاة العاطلة بالزواج رغماً عنها بنسبة 31.3 في المئة، وكثرة الشجارات بينهن وبين والديهم بنسبة 24.0 في المئة. وأكد رئيس الدراسات الاقتصادية الدكتور عبدالعزيز داغستاني أن نسبة النزلاء الحاصلين على شهادة البكالوريوس 90 في المئة، منهم 70 في المئة عاطلون عن العمل، مشيراً إلى أن مجال التوظيف في بالمملكة يمر بمسارين، الأول التوظيف المباشر، والتوظيف من خلال إحلال العمالة الوطنية بدلاً عن الوافدة. وأضاف: «تشكل البطالة في الاقتصاد السعودي معضلة حقيقية تتجاوز آثارها الجانب الاقتصادي، وأصبحت خللاً له إفرازات اجتماعية وأمنية لا يمكن إغفالها، خصوصاً أن الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن نسبة البطالة بين الذكور تقترب من 10 في المئة، فيما تصل نسبة البطالة بين الإناث إلى نحو 30 في المئة، مع ضعف نسبة القوة النسائية السعودية المشاركة في سوق العمل، إذ لا تتجاوز 14.4 في المئة»، لافتاً إلى أن بحث الآثار الاقتصادية للبطالة يرتبط بشكل مباشر بدراسة الآثار الاقتصادية المترتبة على السياسات التي تتخذها الدولة لمعالجة البطالة في المجتمع، وهذا الأمر يختلف من اقتصاد لآخر، وفق هيكل الاقتصاد الكلي وتركيب سوق العمل. وفي نهاية الندوة، قالت حرم خادم الحرمين الشريفين حصة الشعلان أثناء ردها على أسئلة الصحافيات عن حلول لمعاناة المتحدثات: «معاناتهن ستصل إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز».