انتشرت قوات الأمن السعودية بكثافة اليوم الجمعة في بعض المناطق في المملكة تحسبا لحدوث بعض التظاهرات، وكانت تقارير صحفية قد ذكرت أمس، أن ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح في مدينة القطيف شرق المملكة بينما كانت الشرطة تفرق بضع مئات من الأشخاص كانوا يتظاهرون . وفي الرياض، تمركزت عربات تابعة للشرطة في منطقة العليا بشمال العاصمة، وأقيم حاجز على الأقل للتحقق من هويات المارة على الشارع الرئيسي للمنطقة. وأصدرت مجموعة من الناشطين نداء عبر الإنترنت إلى التظاهر للمطالبة بانتخاب أعضاء مجلس الشورى والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وبحرية التعبير والتجمع. وذكرت السلطات السعودية مرارا خلال الأيام الأخيرة بحظر التجمعات والتظاهرات في المملكة وبان الشرطة مخولة التدخل لفرض احترام القانون. كما أصدرت هيئة كبار العلماء في المملكة فتوى تحرم المظاهرات، وأيد هذه الفتوى كبار العلماء أيضا من خارج المملكة، أمثال الشيخ نصر فريد واصل مفتي مصر السابق، الذي قال إن طبيعة المملكة وخصوصيتها وتطبيق الشريعة فيها، يجعل الفتوى بمنع المظاهرات جائز. من جانب آخر فعلى الرغم من قلقهم من أن يمتد الحماس الثوري الى مناطق أخرى بالشرق الاوسط فان مسؤولي المخابرات والامن القومي الامريكيين يعتقدون أن السعودية أقل عرضة لخطر الاضطرابات من جيرانها. وتوفر السعودية 12 في المئة من احتياجات الولاياتالمتحدة من النفط الخام وهي موطن أقدس المواقع الاسلامية كما أنها حائط الصد في مواجهة النفوذ الايراني في الخليج ومن شأن اي اضطرابات بها أن تترك اثارا فورية ومدمرة على المصالح الامريكية. يشير تحليل لمؤسسة ريموند جيمس وشركاه للاستشارات المالية الى أن وقف انتاج السعودية من النفط بالكامل قد يرفع الاسعار الى 200 دولار للبرميل على الاقل ويسبب نقصا هائلا. لكن التحليل أشار الى أن احتمال حدوث هذا خمسة في المئة. والاحتجاجات بالمملكة حتى الان صغيرة نسبيا وتقتصر الى حد كبير على المنطقة الشرقية ويقوم بها شيعة سعوديون ممن يشعرون منذ فترة طويلة بأنهم مهمشون وقال شهود ان الشرطة السعودية فرقت احتجاجا صغيرا للشيعة بالمنطقة الشرقية المنتجة للنفط يوم الخميس وان ثلاثة أصيبوا مع سماع دوي أعيرة نارية. وقد تواجه السعودية اختبارا اخر لمدى قابليتها لحدوث اضطرابات يوم الجمعة لان من المقرر تنظيم أول احتجاج من اثنين استجابة لدعوة على موقع فيسبوك الى "ثورة حنين". وأيد اكثر من 30 الف شخص الدعوة لكن لم يتضح بعد عدد من سيقدمون على تحدي السلطات التي قالت ان قوات الامن السعودية ستمنع أي محاولة للاخلال بالنظام العام وأكدت أن القوانين السعودية تحظر كل أشكال التظاهر والمسيرات والاعتصامات. ويتفق مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون على أن احتمال حدوث اضطرابات كبيرة في المملكة التي تحوي اكبر احتياطيات للنفط الخام في العالم ضئيل. وقال مسؤول أمريكي ان واشنطن تراقب الاحتجاجات عن كثب لكن الخبراء الحكوميين الامريكيين لا يعتقدون أن الاضطرابات الحالية تمثل تهديدا كبيرا لاستقرار السعودية