استبعد مسئولون بالأمن القومي الأمريكي والمخابرات الأمريكية احتمال حدوث اضطرابات في المملكة،على الرغم من قلقهم من امتداد الحماس الثوري الى مناطق أخرى بالشرق الأوسط ، ونقلت وكالة «رويترز» في تقرير لها من العاصمة الأمريكية عن مسئولين أمريكيين حاليين وسابقين، قولهم: إن حدوث اضطرابات في المملكة احتمال ضئيل وإن السعودية أقل عرضة لخطر الاضطرابات من جيرانها. حنكة القيادة وسياسة الباب المفتوح عززا استقرار المملكة ( اليوم ) وذكر التقرير أن المملكة توفر12 بالمائة من احتياجات الولاياتالمتحدة من النفط الخام، كما أنها حائط الصد الأقوى في مواجهة النفوذ الإيراني في الخليج ، ويرى محللون أن من شأن أي اضطرابات في المملكة أن تترك آثارا فورية ومدمرة على المصالح الامريكية والعالمية، بما في ذلك الاضطرابات في سوق النفط. وأشار تحليل لمؤسسة ريموند جيمس وشركاه للاستشارات المالية الأمريكية إلى أن توقع اضطرابات في المملكة وتوقف تصدير النفط لا يمثل سوى خمسة بالمائة ، وكشف التقرير عن أن المظاهرات التي نظمت في المملكة اقتصرت على مجموعات صغيرة وخاصة ترفع مطالب حزبية موجهة من الخارج في الأغلب وفي نطاق صراع النفوذ الإقليمي في الخليج ، وقال مسؤول أمريكي: ان واشنطن تراقب الأوضاع عن كثب لكن الخبراء الحكوميين الأمريكيين لايعتقدون أن الاضطرابات الحالية في المنطقة تمثل تهديدا لاستقرار المملكة. واكد مسؤول أمريكي اخر انه «لا توجد مؤشرات» على انتشار اضطراب وشيك بالمملكة على نطاق واسع ، مشيرا الى أن الحكومة لديها موارد أكثر من اي دولة أخرى تواجه اضطرابات كما تتمتع بسيطرة محكمة على كل أراضيها ، وقال: إن موارد المملكة جيدة ولا تفرض الحكومة ضرائب ولديها نظام كبير للرعاية الاجتماعية ، واوضح مسؤول أمريكي ثالث ان المملكة تواجه بعضا من نفس المشاكل الاجتماعية التي يواجهها معظم الشرق الأوسط ومنها تزايد أعداد الشباب والبطالة لكن ثروة البلاد توفر مصدا لا بأس به للشعب» . ونقلت الوكالة عن خبراء قولهم: إن حكم ال سعود نظام سياسي موثوق به ومتأصل اكثر من النظامين اللذين انهارا في مصر وتونس ، ورأوا أن النتيجة هي مجتمع اكثر استقرارا من جيرانه ، ونقلت الوكالة عن الامريكي السابق لدى السعودية والدبلوماسي المتقاعد تشاس فريمان السف ان المملكة لديها تقاليد سياسية محلية مستقرة .. أنها متفردة ، واستطرد قائلا: إن هذا يعطي للمكان درجة من الأصالة والصمود والمناعة ضد بعض العلل التي تؤثر على بقية العالم العربي ، وأشار بروس ريدل خبير شؤون الشرق الاوسط السابق بوكالة المخابرات المركزية الامريكية «سي اي ايه» إلى المملكة غير معرضة للاضطرابات ، ولاحظت الوكالة أنه منذ مولد الدولة السعودية الحديثة لم تتأثر الأسرة الحاكمة بأي تحديات واجهتها ، ومن بين هذه التحديات الهجمات التي شنها تنظيم القاعدة على العاصمة الرياضوجدة وعلى منشآت نفطية في عامي 2003 و2004 ، وقال جون الترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية والعضو السابق بفريق تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الامريكية «من الصعب جدا المراهنة على عدم استقرار السعودية ، الحقيقة أنهم واجهوا تحديا خطيرا بعد عام 2003 وأعادوا تنظيم أنفسهم وهم أقوى بسببه» ، وأشار سفير الولاياتالمتحدة لدى المملكة عامي 2001 و2002 روبرت جوردان إلى أن تكهنات كثيرة قيلت حول المملكة في السابق وفي كل مرة يثبت خطأ هذه التكهنات» مشيداً ب» براعة» الحكم في المملكة في إدارة شئون الدولة.