أعلن السفير الليبي لدى الهند، على العيساوي، الاثنين استقالته احتجاجاً على الأحداث الدامية التي تشهدها بلاده، جراء استخدام العنف بحق المتظاهرين، في محاولة من النظام لقمع الاحتجاجات المتوالية منذ نحو أسبوع، والمطالبة بسقوط الزعيم الليبي معمر القذافي. ويأتي هذا التطور بعد أقل من 24 ساعة على استقالة السفير الليبي لدى الجامعة العربية، عبدالمنعم الهوني لذات الأسباب. فقد أكد مندوب ليبيا الدائم لدى جامعة الدول العربية، الهوني، في تصريحات لCNN مساء الأحد، أنه استقال من جميع مناصبه بسبب الأوضاع الحالية في بلاده، "واحتجاجاً على قتل الأبرياء"، مشيراً إلى أنه بعث باستقالته إلى وزارة الخارجية الليبية. ووصف الدبلوماسي الليبي نظام القذافي بأنه "قد انتهى"، وتابع قائلاً: إن "القذافي ما زال أمامه يوم أو يومين فقط في السلطة، حيث أنه فقد شرعيته الشعبية." كذلك أعلن السكرتير الثاني في السفارة الليبية في العاصمة الصينية، حسين صالح المصراتي، استقالته احتجاجاً على التطورات في بلاده، وذلك في اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة الفضائية. هذا وأكدت وزارة الخارجية البريطانية الاثنين، أنها سوف تسدعي السفير الليبي لدى لندن، لنقل أشد عبارات الإدانة لاستخدام القوة والعنف ضد المتظاهرين. من ناحية ثانية، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، "عن بالغ القلق إزاء الأحداث الجارية في الجماهيرية الليبية، مطالبا بحقن الدماء ووقف كافة أعمال العنف." وأضاف موسى: "إن مطالب الشعوب العربية في الإصلاح والتطوير والتغيير أمر مشروع وطرح متكامل تتشارك فيه مشاعر الأمة كلها، خاصة في هذه المرحلة المفصلية في تاريخ العرب، وأنه لا مجال للتخوين ولا داعي لإثارة الفتنة بين الدول الشقيقة." وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أن "أبناء الوطن العربي لسانهم واحد، وأنه أمر منطقي أن يستلهموا تجارب بعضهم البعض." وتوجه موسى، في صفحته على موقع "فيسبوك" بالعزاء للشعب الليبي "في الشهداء الأبرار"، وطالب "بوقف إراقة المزيد من الدماء." وكان نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، سيف الإسلام القذافي، قد حذر في كلمة له فجر الاثنين، من تجدد الحرب الأهلية في بلاده، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف الاحتجاجات. وشدد القذافي الابن، في أكثر من مناسبة، على أن ليبيا تختلف عن كل من تونس ومصر المجاورتين، واللتين شهدتا احتجاجات شعبية حاشدة.