قدم أمس عدد من المسؤولين والدبلوماسيين الليبيين استقالاتهم من مناصبهم، احتجاجا على الأوضاع الدامية واستعمال العنف المفرط ضد المتظاهرين، فيما انتقد مسؤول حكومي سابق تهديد النظام باستخدام العنف ضد المعارضة، مما قد يفقد النظام شرعيته. وأعلن المسؤول الحكومي السابق محمد بعيو أمس أن القيادة الليبية يجب أن تبدأ حوارا مع المعارضين وتناقش صياغة دستور. وفي بيان يوضح الاختلاف داخل الصفوة الحاكمة في ليبيا، قال بعيو الذي كان حتى شهر مضى كبير المتحدثين باسم الحكومة الليبية إن القيادة مخطئة في التهديد بالعنف ضد معارضيها. ودعا بعيو سيف الإسلام نجل الرئيس الليبي معمر القذافي إلى بدء حوار مع المعارضة. وأعرب عن أمله في أن يغير سيف الإسلام خطابه ليعترف بوجود معارضة شعبية داخلية ويبدأ حوارا معها فيما يتعلق بتغييرات في النظام الليبي. كما قدم وزير العدل الليبي مصطفى عبدالجليل استقالته من منصبه "احتجاجا على الأوضاع الدامية واستعمال العنف المفرط" ضد المتظاهرين، حسبما نقلت عنه الاثنين صحيفة قورينا الليبية على موقعها على الإنترنت. واستقال السفير الليبي في الهند علي العيساوي من منصبه احتجاجا على القمع الذي يمارسه النظام الليبي ضد المتظاهرين، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أمس. واتهم العيساوي نظام القذافي "باستخدام مرتزقة أجانب ضد الليبيين"، بحسب المصدر نفسه. وقبيل ذلك، أعلن دبلوماسي ليبي يعمل في الصين استقالته ودعا كل أفراد السلك الدبلوماسي الليبي إلى الاقتداء به. وأعرب الدبلوماسي حسين صديق المصراتي أيضا عن أمله في تدخل الجيش، وقال إن القذافي قد يكون "غادر ليبيا". وفي اتصال معها صباح أمس، لم تتمكن السفارة الليبية في بكين من الرد على أسئلة وكالة فرانس برس. وكان مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية عبد المنعم الهوني قد أعلن أول من أمس استقالته للانضمام إلى "الثورة" احتجاجا "على عمليات القمع والعنف ضد المتظاهرين" في ليبيا.