الرياض - السعودية يقول المفكر مالك بن نبي إن نهضة أي أمة من الأمم مرهونة باجتماع مجموعة من العوامل منها: الإنسان، الموارد، والوقت. وهذا يقودنا إلى التعرف على الفرص لتحديد هوية أي عمل نقوم به، فالأوقات غير العادية هي التي تصنع التغيير، والتغيير لا يأتي إلا برغبة داخلية حقيقية، وهو فرصة للقفز لمستويات من التغيير لا نحلم بها. يقول جورج برنارد شو "الرجل الوحيد الذي أراه يتصرف تصرفاً منطقياً هو خيّاطي، إنه يأخذ قياساتي كلّما أراد أن يصنع لي بزة جديدة، بقية الناس يتمسكون بقياساتهم القديمة وينتظرون مني أن أناسبها". إن هوية أي عمل نقوم به نحن من يحدده، ونحن المورد الحقيقي في الحياة، والحقيقة أن في كل إنسان بذرة حب للخير والبحث عن الخير داخل كل إنسان هو فضيلة أخلاقية، والأخلاق أصبحت مطلباً في ظل الفوضى التي نعيشها، ومن أجل الإسلام يجب علينا أن نتمتع بحسن الخلق، وعندما نتحدث عن الدعوة إلى الله فهي قبل أي شيء تحتاج إلى أخلاقيات وفن من أجل إعطاء صورة حسنة عما تقدمه، وقد أثلج صدري تعرفي على نشاط مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالمعذر وأم الحمام بقسمه النسائي وهو من المكاتب الرائدة في الدعوة إلى الإسلام والذي شيد انطلاقاً من قولة تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)، ويضم هذا المكتب عدداً من الداعيات من جنسيات مختلفة، وبعدد من اللغات المختلفة، وقد تم التوسع فيه وإنشاء مدرسة البراعم والتي تضم عدداً كبيراً من الأمهات والفتيات والأطفال من جنسيات متنوعة ولغات متعددة لترسيخ المبادئ الإسلامية الصحيحة مما يمكنهم ليكونوا أكثر فاعلية في أوساط المجتمع. وقد أُسس القسم النسائي لدعوة الجاليات في عام 1433ه حيث تتجلى رسالته في دعوة الناس بمختلف جنسياتهم وأعمارهم إلى الإسلام، وتثقيفهم ومن ثم تأهيلهم وإعدادهم لدعوة غيرهم إلى الإسلام، فهو مشروع جبار، وحري بنا دعم هذه المشروعات والأنشطة لتصحيح صورة الإسلام عن طريق مساعدة الأفراد المؤهلين ودعمهم وكذلك التوعية بوجود هذه المكاتب، ومحاولة عمل تكامل بين كل المكاتب والأنشطة التي تخدم الإسلام والداخلين الجدد في الإسلام، قال صلى الله عليه وسلم(بلّغوا عني ولو آية). * رمضانيات (2) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).