الرؤية الاماراتية لم يكن ليخطر ببال ذلك الطفل الصغير الذي كان يمسح أحذية لاعبي فريق «باورو أثلتيك» في ساو باولو البرازيلية، لكي يحصل على بعض المال لأنه من عائلة فقيرة جداً، أن يكون بعد سنوات قليلة أيقونة لكرة القدم على مر العصور. ولد إديسون أرانتيس دو ناسيمنتو، والمعروف باسم «بيليه» في عام 1940 في مدينة تريس كاراكوس بالبرازيل، لأب يُدعى دوندينهو كان يلعب في نادي فلومينيزي البرازيلي، اعتزل اللعب مبكراً بسبب الإصابة، ولأم تدعى سيلستي تنحدر من عائلة فقيرة. سمي بهذا الاسم تيمناً بالعالم الأمريكي توماس أديسون، ولم يحصل على اسم بيليه إلا في أيام الدراسة، لأنه كان لا يعرف كيف ينطق اسم لاعبه المفضل بيلي حارس مرمى فريق فاسكو دي غاما. في البداية، كان يكره هذا الاسم، وقد طُرد من المدرسة، لأنه لكم زميله حينما ناداه بيليه، ولم يكن يعرف أن مفردة بيليه في اللغة الإيرلندية تعني كرة القدم، وفي لغة الهيبيين تعني المعجزة. بدأ بيليه مسيرته المذهلة في عام 1954، حينما انتقل من اللعب بحواري وأزقة مدينة باورو بولاية ساو باولو بكرة محشوة بالجوارب والورق، إلى فريق باوكينهو للناشئين، حيث قاد الفريق في العام نفسه لبطولة ساو باولو لكرة القدم للناشئين، وسجل بيليه 148 هدفاً في 33 مباراة. في عام 1955، بدأ بيليه مسيرته الاحترافية مع فريق سانتوس البرازيلي أحد أشهر الأندية البرازيلية وهو في عمر الخامسة عشرة، وبعد عام لعب مباراته الأولى مع منتخب البرازيل ضد الأرجنتين، وفازت الأرجنتين بنتيجة 2 1، وسجل بيليه هدف البرازيل وهدفه الأول مع منتخب السامبا، وهو لم يبلغ بعد السابعة عشرة. استطاع بيليه الفوز في ثلاث بطولات لكأس العالم لكرة القدم مع منتخب بلاده، أعوام 1958، 1962، 1970، وهو اللاعب الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز، وهو أيضاً الهداف التاريخي لمنتخب البرازيل برصيد 77 هدفاً في 92 مباراة. في عام 1977، أعلن بيليه اعتزاله اللعب نهائياً، بعد أن لعب عدة مواسم مع فريق نيويورك كوسموس الأمريكي، واستطاع أن يجعل كرة القدم لعبة شعبية في أمريكا. سجل بيليه 1281 هدفاً في 1363 مباراة، وهو رقم من المستحيل تحطيمه، وقد تم إدراجه في موسوعة جينيس للأرقام القياسية. اختير بيليه لاعب القرن من قبل الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية ومجلة فوتبول الفرنسية، ووضعته مجلة التايم الأمريكية في قائمة الأشخاص الأكثر أهمية في القرن العشرين. كما أصبح بيليه وزيراً للرياضة البرازيلية في الفترة من 1995 إلى 1998. ماسح الأحذية الذي أصبح أسطورة لكرة القدم في تاريخ اللعبة، واللؤلؤة السوداء التي يتلألأ بريقها في كل المحافل الرياضية، والذي قال عنه الكاتب الإنجليزي جيفري جرين، «بيليه تم تصنيعه في السماء». يقول بيليه: «النجاح ليس من قبيل الصدفة، ولكن يتحقق بالعمل الجاد والمثابرة والتعلم والتضحية، والأهم من كل ذلك، محبة العمل الذي تقوم به».