عبدالرحمن الجمعان مكة أون لاين - السعودية إذا طالعت المنطقة الشرقية في مملكتنا الحبيبة وجدت تميزًا لافتًا في تيكم المنطقة في عدة أمور ليس هذا محل بسطها..لكن يهمني هنا تلك الميزة التاريخية في التنوع المذهبي ليس بين السنة والشيعة ولكن حتى ذلكم التنوع المذهبي بين أهل السنة، فالمدرسة الشافعية في الأحساء قديمة التاريخ عريقة الجذور لا يعتز بها أهل الأحساء فقط بل كل من يعيش على ثرى المملكة، كما أن المذهب المالكي والمذهب الحنفي لهما حضور واضح بالإضافة لمذهب الحنابلة، هذا التنوع أضفى على أهل الشرقية سعة في الرؤية وبعدًا في الأفق، وتجانسًا وتعايشًا متميزًا في المنطقة. ولا يخفى عليكم أن ما حصل في الأيام الماضية من تفجير في المنطقة الشرقية بأيد آثمة مأجورة كان الهدف منه زعزعة هذا التجانس وتشويه ذلكم التعايش وبث روح الطائفية، لكن هيهات هيهات فأبناء المنطقة واعون لهذا المكر الذي يرنو له أعداء هذا البلد، وأكبر شاهد على هذا الوعي ما غردت به الناشطة كوثر الأربش التي فقدت ابنها واثنين من أقربائها في تفجير مسجد العنود فكان مصابها جللا، ومثل هذا المصاب يدفع في العادة بعض الأشخاص إلى رد فعل عكسي يتوافق مع عظم المصاب، لكن ما غردت به كوثر كان أكبر رد على أولئك المزايدين على وعي أبناء الطائفة الشيعية، فبرهنت كوثر على أن وطنيتها لا يمكن المزايدة عليها ولا التأثير على توازنها من خلال اختلاق أحداث من فئة باغية مدعومة بأجندة خارجية. ما أجمل ما عبرت به الأستاذة كوثر عندما قالت: (كنت دائمًا خصيمة عنيدة للطائفية، والتطرف والكراهية واختطاف العقول واستغفال البسطاء، ولو كان ذلك في بيتي. لم أدخر جهدا ولا وقتًا لمحاربة الضغائن والتحريض والإرهاب، سنياً كان أو شيعياً). فمصابك يا كوثر مصابنا، بل هو مصاب الوطن، لم تفقدي ابنك، بل الوطن فقد أبناءه، فعزائي لك ولكل المواطنين بل للوطن. ورسالتي لكل مستهدف أمنه أو فكره أو وطنيته أو لحمته: تعلموا من كوثر.