الاقتصادية - السعودية يقول النجم السعودي السابق حمزة إدريس، المدرب الحالي، في وصفه لبعض مباريات الجولة الأخيرة من الدوري السعودي بعد حسم اللقب: "مهما حاولت كمدرب أن تشحذ طاقات اللاعبين في مثل هذه المباريات، لن تنجح"، ويكمل: تقل قدرات اللاعب في مباريات تحديد الثالث والرابع، أو المباريات ذات الحافز المفقود خاصة في نهاية الموسم، وعندما كنا لاعبين خضنا مثل هذه المباريات، كنت أشعر بأن بعض قدراتي معطلة بسبب غياب الحافز الحقيقي". يتحدث صاحب الرقم القياسي في التهديف في الدوري السعودي من خبرات شخصية ميدانية، مدعومة بما تلقاه من تعليم تأهيلي كمدرب، خلال دورات كثيرة سيختتمها في الشهرين المقبلين بعد اجتياز دورة "البروفيشنال"، في كرة القدم. .. ويشير الهداف الكبير إلى أن مباريات آخر الموسم، تكون طاقة اللاعبين قد بلغت مداها، وضعف تركيزهم الذهني، ولا يمكن تنشيط هذين العاملين في اللاعبين إلا بالحافز، فإن غاب لم يبق شيء. في دراسات أجريت على لاعبي كرة القدم في المعهد الفرنسي التابع لاتحاد الكرة، خلصت النتائج إلى أن التركيز الذهني يتأثر بالحالة المعنوية للاعب، والمخزون اللياقي، وأوصت الدراسة المدربين باختيار الوقت المناسب لتقديم خططهم وتكتيكاتهم للاعبين وتوفير الأجواء المناخية الملائمة لذلك، مثل درجات الحرارة والهدوء والاهتمام بالحالة المزاجية. وطبقا لنتائج دراسة أخرى أجراها مركز بريطاني لمعرفة ما هو أفضل وقت يلعب فيه كأس العالم، بعد المواسم المحلية للعبة كرة القدم، وجدت الدراسة أن الحالة المزاجية للاعبي كرة القدم تحتاج إلى تنشيط قبل خوض أي منافسات جديدة تتلو الموسم المحلي الطويل، وقالت الدراسة: يحتاج لاعبو كرة القدم إلى الابتعاد عن المنافسات فترة لا تقل عن 40 يوما قبل خوض أي منافسات جديدة، شريطة أن يمارسوا في تلك الفترة رياضات تسهم في حفظ مخزونهم اللياقي مثل الرياضات الهوائية والسباحة". وتذهب الدراسة البريطانية إلى أن إقامة منافسات المونديال بعد شهر على ختام المنافسات في كل مكان في العالم، لا يسمح باستعادة القدرات الفسيولوجية للاعبين بعد عمل شاق، واستشهدت بكثرة الإصابات في آخر مونديالين، وأن محبي اللعبة فقدوا متعة مشاهدة نجوم كبار ومحبوبين للسبب ذاته. الدراستان إضافة إلى حديث حمزة إدريس تشير بوضوح إلى أن الحالة الذهنية للاعب تحتاج أيضا إلى فترة استشفاء، تماما كما هي الحالة الفسيولوجية، وتؤكد أنها تقل مع استمرار اللاعب في بذل المجهود ذاته طوال أشهر، تماما مثل الطالب في فترة الامتحانات، ولذلك درجت المؤسسات التعليمية على تقديم المواد الأصعب في اليوم الأول من الامتحانات فالأقل وهكذا إلى أن ينتهي الأسبوع الأول، ويحصل الطالب على يوم استشفاء وتجديد قبل معاودة الكرة في الأسبوع التالي. الحديث أعلاه، قد يكون مقدمة مناسبة لمباراة منتخبنا الوطني اليوم أمام فلسطين في بداية المشوار نحو روسيا 2018، والإمارات 2019. العمود الفقري للفريق الأخضر يتشكل من أبطال الموسم الأهلي، النصر، والهلال، وهذه الفرق الثلاثة أجهدت أيما إجهاد خلال تسعة أشهر فائتة، ما بين المحلية والدولية، في صراعات شرسة للغاية وشاقة معنويا وبدنيا، واليوم يستعدون لمواجهة منتخب طموح، لم يتعرض للجهد المعنوي الشاق ذاته، هل ننتظر من نجوم الثلاثي عرضا آخاذا قويا؟ الإجابة المنطقية: لا. ماذا يفعل المدرب فيصل البدين إذا؟ في رأيي أن مدربنا الوطني الذكي مدعو إلى تكوين فريق يواجه الفلسطينيين متعدد الفرق، لا يشكل فيه النصراويون والهلاليون والأهلاويين أكثر من 40 في المائة فقط، ويترك بقية المقاعد للاعبين القادمين من أندية لم تتعرض للإرهاق ذاته. .. سيكون ا من المغامرة الخطرة، الاعتماد على لاعبي الفرق الثلاثة أبطال الموسم في قائمة البدين الأساسية، ومطالباتهم بعرض ماتع وفوز أمام المنافس الصاعد الطموح، كما قال حمزة إدريس، مهما حاولنا سنشعر بأن بعض قدراتهم معطلة.