الاقتصادية - السعودية يدخل أبناؤنا وبناتنا هذا الأسبوع قاعات الامتحان كجزء من تقليد عاشته الأسرة السعودية على مر السنين. عندما كان الامتحان يأتي من الوزارة، لم يكن لدى المعلم الخيار فيما يحذف أو يركز عليه؛ فالمنهج كله داخل في الامتحان. ثم تحولت الأمور نحو التسهيل بدخول إدارات التعليم محل الوزارة، فتختار الإدارة من معلمي المنطقة من يضعون الأسئلة, وهي حالة تحولت فيها قاعات الامتحان من مدارس غريبة إلى المدرسة نفسها التي يتعلم فيها الطالب أو الطالبة. مجرد وجود الوجوه المألوفة يسمح للممتحن أن يشعر بالأمان. ثم أصبح الامتحان جزءا من مسؤولية الكادر التعليمي في المدرسة. تكونت لدى الطالب القدرة على معرفة اهتمامات المعلم، ومتابعة المواقع التي يركز عليها قبل موعد الامتحان, فيحصل على درجات أفضل إن هو ركز أثناء الدراسة. جاءت – بعد ذلك – مرحلة التسهيل التي تمنح الطلبة الفرصة لتحقيق أفضل النتائج، من خلال ما يقدم لهم من معلومات وملخصات وتحديد جزئيات معينة لتكون ميسرة للتعامل مع الامتحان والهيبة التي تصدم الطالب مع بدايته. يمكن أن يكون تغيير المعالم هو المرحلة التالية. تحويل العملية التعليمية إلى الفهم بعيدا عن التلقين المعرض للنسيان بمجرد الخروج من قاعات الاختبار، مثله مثل الكتب والملخصات والكراسات التي يتخلص منها الطلبة في طريق خروجهم، إن لم يفعلوا قبل ذلك. إن تحويل المناهج إلى الصبغة الأكثر استدامة وتأثيرا على حياة الطلبة، سيضمن مخرجات أكثر فائدة وقدرة على التعامل مع الواقع. كما سيعطي العملية التعليمية حقها من الاهتمام. يتطلب هذا أن نعيد صياغة المناهج وطرق التدريس, ونعيد تصميم المدارس والأنشطة التي تتم داخلها لتصبح مصدرا للعلم والمعرفة كما أريد لها. لا يكفي أن يقضي الطلبة أربع أو خمس ساعات في المدرسة لرفع قدراتهم الاستيعابية، كما لا يمكن أن تحقق الفصول الدراسية كل ما يحتاج إليه الطلبة من المعارف والمهارات. تحتاج المدرسة إلى مزيد من المختصين في تطبيق وتجريب المهارات والعلوم التي تحتويها المناهج الجديدة. عندما نطور بيئة المدرسة من المنشآت والمناهج والقدرات البشرية، نكون على طريق صناعة مستقبل أفضل للوطن بأكمله، وقد لا يكون هناك مبرر حتى للامتحانات لنعرف أن طلبتنا استوعبوا كل المهارات والمعارف التي يحتاجون إليها.