مال الاقتصادية - السعودية يفتقر المجتمع السعودي إلى وجود وسيلة نقل أخرى غير السيارة، فالسيارة هي الطريقة الوحيدة للتنقل داخل المدن و لقضاء المشاوير اليومية. ولا يخفى على الكثير أنه بالرغم من وجود سيارات الأجرة في الشوارع، إلا أن أحد أسباب عدم استخدام هذا النوع من الخدمة يعود إلى نظرة المجتمع السعودي السلبية للمرأة التي تستقل سيارة الأجرة. على الرغم من وجود هذه الخدمة في السعودية من سنوات إلى أنها كانت ولازالت تفتقر إلى أمور مهمة؛ فمثلاً لا تستطيع أن تطلب سيارة الأجرة عن طريق الهاتف وإنما عليك أن تنتظر على أطراف الشارع حتى ترى سيارة أجرة لا تحمل راكب لكي تأخذك إلى مشوارك، و بعض الأحيان قد يستمر الانتظار لمدة طويلة تجعلك تفقد الأمل في الوصول إلى موعدك. إضافةً إلى ذلك تفتقر سيارات الأجرة إلى الأمن فلا تتعجب أبداً لو رأيت سيارة أجرة في وسط الشارع محاطة بموكب من السيارات للتحرش بامرأة تجلس في الكرسي الخلفي. منذ فترة ظهرت في السعودية – بعض المدن الرئيسية – شركات توفر خدمات للنقل عن طريق تطبيقات الهواتف الذكية و التي توفر حلقة وصل بين سيارة الأجرة و الراكب، و ذلك كله من خلال خطوات بسيطة، تؤدي إلى وصول سيارة الأجرة إلى موقعك خلال دقائق. قدمت هذه الشركات حل لمشكلة الأمن فبمجرد أن تطلب السيارة، يمكنك رؤية جميع التفاصيل المتعلقة بالسائق (اسمه، رقم هاتفه، رقم رخصته و صورته) كما يمكنك الاطلاع على الطريق الذي يسلكه السائق وتحديد الفترة الزمنية اللازمة للوصول و المبلغ التقديري الذي ستدفعه. بالرغم من الايجابيات و الحلول المبدئية التي قدمتها هذه الشركات للمرأة خاصةً، إلا أن تجربتي الشخصية لهذه الشركات وتجربة زميلاتي جعلتني أشعر بحجم الاستغلال المبالغ فيه في الأسعار، فمثلاً قد تصل التكلفة لمشوار واحد فقط أكثر من 100 ريال و لو قررت أن تستخدم نفس الشركة لتعود في نفس الاتجاه ستدفع 100 ريال أيضاً..! و بالتالي تكون قد دفعت حوالي 200 ريال لموعد واحد فقط ذهاباً و إياباً، وفي إجازة نهاية الأسبوع ترتفع الأسعار فجأةً وقد تصل إلى 150 ريال للمشوار الواحد فقط و كأن أسعار البنزين ارتفعت في يوم و ليلة. الجدير بالذكر أن أسعار البنزين في المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الثانية في تقديم أقل سعر على المستوى العالمي والمرتبة الأولى على المستوى العربي، و بالرغم من ذلك إلا أن أسعار الخدمات التي تقدمها هذه الشركات لا تتماشى إطلاقاً مع هذه الميزة. أخيراً... بالرغم من حاجتنا الشديدة لبدائل في قطاع النقل إلا أننا لا نريد أن يتم استغلالنا بهذه الطريقة، كنساء سعوديات نريد خدمات مواصلات لا تستغل نقطة ضعفنا و افتقارنا إلى مركبة آمنه تنقلنا من مكان إلى آخر. باحثة دكتوراه في أمن الطاقة Sam_Tardi@