بإشارة باليد أو ب»تصفيرة” تسطيع ركوب سيارة أجرة (ليموزين) في أنحاء العالم جميعها، دون الخوض في مفاوضات مع السائقين لتحديد سعر المشوار الذي ترغب الذهاب إليه، فالجميع هناك يلتزم بما يحدده العداد حسب المسافات. لكن رغم أن نظام العداد موجود في سيارات الأجرة بالسعودية ورغم أن النظام المروري في السعودية يفرض غرامة على سائق الأجرة في حال عدم تشغيل العداد تتراوح قيمتها بين 500 ريال إلى أربعة آلاف ريال.. إلا أنه غير مطبق عمليا.. فركوب سيارة أجرة داخل السعودية يمر بمراحل عدة أولها إشارة باليد و(التصفير مرفوض) يليها الدخول في مفاوضات لتحديد سعر المشوار، فالسائق يزيد الأجرة والراكب يخفض، وتستمر المفاوضات لدقائق قد يركب الراكب بعدها في حال الاتفاق أو قد يضطر لانتظار سيارة أخرى على أمل أن تنجح المفاوضات في المرة التالية. وسألت نفسي لماذا لا نستخدم هذه الوسيلة الحضارية بدلا من الخوض في مفاوضات وفصال.. بعض الركاب انقسموا في مبررات رفضهم تشغيل العداد، فبعضهم أرجع السبب إلى تسعيرة فتح العداد والتي تقدر بخمسة ريالات يضاف إليها قيمة المشوار، والبعض الآخر أرجع سبب ذلك إلى تسعيرة العداد (الخيالية) على حد وصفهم وليس لتسعيرة فتح العداد فحسب. وهناك من جمع السببين معا ووصفهما ب “التساعير الخيالية”. أما سائقو سيارات الأجرة فكانت إجاباتهم مشابهة لإجابات الركاب، وعند سؤالي لهم عن عدم خوفهم من المخالفات المرورية نتيجة عدم تشغيل العداد، قالوا إن شركات الأجرة التي يعملون بها تعتمد في محاسبتهم على نظام الأجر اليومي. قررت ركوب سيارة أجرة والتوجه لأحد الأسواق ولكن هذه المرة باستخدام ثقافة (فتح العداد) من خلال نظرة عملية فكانت النتيجة. دفعي 37 ريالا لمشوار اعتدت الذهاب إليه بعشرة ريالات فقط باستخدام ثقافة (خلي العداد للزينة).