مكة أون لاين - السعودية أيهما أهم للشاب في بداية حياته؟ هل من الأفضل أن نترك أبناءنا بعد وفاتنا مسلحين بالمال أم بالعلم؟ هل ما يحتاجه الشاب أو الشابة قبل بدء أي مشروع تجاري هو المال أم الخبرة؟ يمكن أن نطرح هذا النوع من الأسئلة دون توقف، والجدل حول الأفضلية قد لا ينتهي ولكن بالتأكيد كلاهما مهم وكلاهما ضروري ولا غنى عنه في معادلة الحياة. شخصياً شاهدت العديد من الأمثلة لشباب ورثوا الملايين والمليارات ولم يحافظوا عليها وإنما أساؤوا استخدامها وبعثروها بشكل لا مسؤول، وذلك لأن آباءهم لم يستثمروا في تعليمهم وإكسابهم الخبرات اللازمة. وفي المقابل رأيت العديد من الشباب والذين بدؤوا بأقل الإمكانيات المتاحة ولكنهم تعلموا واكتسبوا الخبرة اللازمة ونجحوا في تحقيق أهدافهم وأصبح يشار إليهم بالبنان. من ذلك تكونت لدي قناعة شخصية أن الإنسان بتوكله على الله يمكن أن يجمع المال ويبني الثروات ولكن يستحيل للمال أن يبني الإنسانَ. العجيب في الموضوع أن معظم الشباب وأنا منهم عندما نفكر في خوض أي تجربة تجارية فإننا نفكر في رأس المال ونبحث عن الجهة الممولة كأول خطوة وهذا خطأ شنيع يقع فيه أغلبنا، ونتجاهل بشكل كبير تزويد أنفسنا بالخبرة في هذا المجال أو طلب المشورة في حيثيات نوع الصناعة المقبلين على الاستثمار فيها أو اكتشاف أهم المؤثرات على هذا القطاع وغيرها من الأمور الاستراتيجية أو التشغيلية. يحتج البعض بأن المال أهم فالمال يمكنه شراء كل ما نحتاج، وأقول المشكلة أنه بدون علم وخبرة لن تستطيع معرفة وتحديد ماذا تريد أن تشتريه أصلاً! فالعديد من المشاريع المتعطلة أو المتعثرة على سبيل المثال إنما تعطلت وتعثرت ليس بسبب نقص المال وإنما لنقص الخبرة وسوء الإدارة رغم توفر المال الوفير. لا أحد يستطيع تجاهل قيمة وأهمية المال لإنجاح أي مشروع ولكن المراد إيضاحه أن العلم والخبرة أهم وأن علينا التعلم واكتساب الخبرات قبل أن نبحث عن المال الذي سوف يساعدنا في تحقيق أحلامنا. ويجب الحذر عند طرح أمثلة لمن لم يكملوا تعليمهم وحققوا نجاحات في حياتهم فنسبتهم ضئيلة جداً وإحصائياً كلما زاد مؤهلك العلمي كلما زادت نسبة نجاحك وكلما ارتفع كذلك معدل دخلك بشكل واضح.