الاقتصادية - السعودية .. مع تبقي أربع جولات على نهاية الدوري السعودي, لا شيء يشغل أنصار فريقي النصر والأهلي وآخرين, غير البحث عن إجابة السؤال: من سيظفر بلقب دوري 2015؟ .. أمام هذا السؤال, لا أحد يمتلك إجابة قاطعة, كل ما يقال في هذا الاتجاه لا يتعدى التكهنات والقراءات الفنية التي تحتمل الصواب والخطأ بنسب متفاوتة. ما يهمني في هذا المقال, ليس الإجابة عن السؤال ذاته, بل لفت نظر جماهير النصر والأهلي على السواء, إلى أن عناصر الفريقين المتنافسين قدما كل ما يجب للفوز بالبطولة السعودية الكبرى, لم يخل المشوار من أخطاء, والإيجابيات كانت كثيرة واضحة, تبقت تفاصيل صغيرة قد تكون لها القدرة الكبيرة على التأثير, لا تلغي أبدا التفوق الواضح للفريقين على أندادهما هذا الموسم. .. الأهلاويون يقولون إنهم الأحق باللقب, لأنهم فازوا على حامله ومتصدر الترتيب حاليا ذهابا وإيابا, والنصراويون يعتقدون أنهم الأجدر لأنهم الأكثر جمعا للنقاط حتى الآن, والقاعدة الأخيرة هي الأصح, الدوري لصاحب الرصيد النقطي الأكبر بغض النظر عن أي أرقام أخرى, والأهلاويون القدماء يعرفون ذلك جيدا, إذ فازوا من قبل باللقب رغم أنهم خسروا من النصر ذهابا وتعادلوا معه إيابا. .. جماهير الكرة لا تعترف بذلك, تقودها العاطفة, إن فاز النصر باللقب في آخر المشوار, ستنطلق قصائد المدح, تخفي كل العيوب, وإن خسر ستلوكه الألسن وتتسابق الاتهامات من كل حدب وصوب. ستهاجم الإدارة بسبب اللاعبين الأجانب, وسيهاجم داسيلفا لأنه أضاع نقاطا سهلة, وسيطول الهجوم غافلين لا علاقة لهم. في الجهة الأخرى سيكون الحال كذلك لدى الأهلاويين, سيهاجمون أهلاويين وغير أهلاويين ويبحثون عن ضحية يعلقون عليها الخسارة. الفريقان الكبيران, بأجهزتهما الإدارية والفنية, وقائمة اللاعبين, قدموا مستويات رائعة, تأثرا كثيرا مع بداية دوري الأبطال الآسيوي, وهبط رتمهما الفني, وهذا أمر طبيعي, النصر كسرته الإصابات وهدّت بنيته الفنية, ولم تمس عزيمته حتى الآن, والأهلي بات يواجه صعوبة كبيرة أمام التكتلات الدفاعية التي تريد تعطيله وكسر الصفر في قائمة خسائره, الفريقان أيضا تضررا من بعض القرارات التحكيمية الخاطئة, والجمهور في الجانبين يخوض حربا طاحنة على مواقع التواصل الاجتماعي يعتقد المشاركون فيها أنها مساهمة واجبة في مسيرة فريقهم. بعيد عن كل هذا, حديث العقل, يفرض على أنصار الفريقين, أن يقولوا شكرا للاعبي الأخضر والأصفر, شكرا لهم أنّى رست سفن اللقب, فقد فعلوا ما يجب فعله, ولم يبق إلا الختام, والختام يحتاج إلى جهد مضاعف, وإلى تركيز ذهني عال, يمنع المفاجآت ويقتلها في مهدها, حتى إن كانت كرة القدم تستلذ بتعذيب عشاقها أحيانا, الختام المنتظر لن يرسمه مدرب أو رئيس ناد, الختام المنتظر ينتظر التوقيع الأخير من لاعبي الفريقين فقط.