عبدالله المزهر مكة أون لاين - السعودية بعض الأسئلة التي يتم توجيهها من قبل بعض الإعلاميين خاصة السعوديين للمتحدث الرسمي باسم عاصفة الحزم مثيرة للسخرية أحيانا، وللاستفزاز في أحيان أخرى، فتجدهم يسألون عن الحرب والعمليات العسكرية والقتالية بعقلية مشجع يسأل عن أحداث مباراة كرة قدم. وقد يعود سبب ذلك إلى قلة المتخصصين في هذا المجال، أو ربما عدم وجودهم من الأساس، فأغلب الإعلاميين والصحفيين يمارسون العمل الصحفي كهواية أو بمعنى أدق كعمل إضافي! وربما كانت نوعية الأسئلة بسبب نقص الخبرة في هذا المجال، مع أن الخبرة في الحروب هي الخبرة التي ندعو الله ألا نكتسبها؛ فالخبرة لا تأتي إلا بعد التجارب، وهي تجارب نتمنى ألا نعيشها؛ لأن الحرب بشكل عام ليست شيئا جميلا، ولا شيئا يحب البشر الأسوياء أن يستمر إلى ما لا نهاية، بل لا أظن أن إنسانا يحب أن تبدأ الحرب من الأساس، حتى وإن وجد نفسه أحيانا مجبرا على دخولها! الحرب عدو الحياة، يشعلها الأنانيون، ويقتات عليها تجار الموت، ويدفع ثمنها الأبرياء، ولا أفهم سر تعامل البعض معها بسطحية ولا مبالاة وكأنها نزهة. هي شيء بشع ويجب أن ننظر إليها على أنها كذلك، صحيح أننا نريد النصر، ومن الفطري والغريزي أن يدافع الكائن الحي عن وطنه؛ لكن هذا شيء والاستمتاع بالحروب والقتل شيء آخر مختلف تماما! حين تتحول الحرب إلى مادة للسخرية والتهكم فإن هذا أمر محبط، وطبعا فإني لا أبرئ نفسي من هذه الممارسات، لكني مثل الجميع أحب أن أنهاكم عن الأشياء التي أمارسها! ثم أما بعد: «لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموه فاثبتوا»، حديث شريف. [email protected]