مكة أون لاين - السعودية في تصريح لوزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي على هامش حفل تخرج متدربين من المعهد السعودي التقني للتعدين في الحدود الشمالية يقول (إن الاقتصاد السعودي لا يعتمد على النفط فقط، والمملكة فيها خيرات كثيرة تعزز الاقتصاد الوطني..)، ولأنني لست خبيرا بالنفط ولا بالاقتصاد، ولا بأي شيء، فما زلت أحاول أن أتعلم كيف أسأل بطريقة جيدة، ولا أحب أن أكون يوما في موضع المجيب، ربما هذا دافع أناني، فأنا أستفيد عندما أسأل، أما عندما أجيب فذلك لا يضيف شيئا لمعلوماتي، لهذا استعنت بصديق اقتصادي عريق من أولئك المغرمين بلغة الأرقام، فلم أجد أفضل من طريقة (قرداحي) الشهيرة الاستعانة بصديق، ولمعرفتي بأن الاقتصاديين لا يحبذون الثرثرة والسؤال عن الأحوال وأخبار المطر بادرته (برسالة جوال) ضمنتها تصريح معالي الوزير، وأضفت سؤالا مباشرا: على ماذا يعتمد اقتصادنا الوطني إذا استبعدنا النفط؟ انتظرت ساعات بانتظار جواب الصديق الخبير، والتأخر هو نوع من (برستيج) الاقتصاديين ولا علاقة له ب(الفضاوة)، المهم أن إجابته وصلت مختصرة جدا إذ يقول لا فض فوه: (نعم، نحن لا نعتمد على النفط فقط، إنما أيضا على البتروكيمائيات)، ولأن إجابة هذا الصديق أتت مليئة باليقين وحادة جدا، وهو شخص لم أعهد منه السخرية، كل ذلك زادني جهلا في الاقتصاد، لكنني شعرت بالاطمئنان لتأكيد الخبير على تصريح الوزير، فالحمد لله أن لدينا مصادر متعددة للاقتصاد السعودي، صحيح أنني كنت أجهل الفرق بين النفط والمنتجات البتروكيمائية، لكن جهلي غير مهم ما دامت هذه مصادر متعددة! وفي محاولة للتخلص من قلقي على الاقتصاد وجدت قولا آخر أشعل شيب الأسئلة من جديد في نواصي قلقي، إذ وجدت السيدة (فاو) وهو اسم مختصر لاسمها الثلاثي (منظمة الأغذية والزراعة) تقول: (إن أسعار الغذاء العالمية تراجعت في شهر فبراير لتصل إلى أدنى مستوياتها في أكثر من أربع سنوات ونصف مع انخفاض أسعار الحبوب واللحوم والسكر..). طبعا لا أخفيكم أنني أحيانا أكون بمخيلة روائي عظيم، ولهذا أعتذر مقدما أنني تجاهلت (الخصوصية) وتخيلت أننا جزء من العالم تنطبق علينا نظريات العرض والطلب وأسعار البترول (الذي لا نعتمد عليه فقط)، لكن لنا خصوصية أن المواد الغذائية والسلع بشكل عام لدينا مغرمة بأغنية (فوق هام السحب)، فعندنا ترتفع أسعار النفط ترتفع معها أسعار السلع، وعندما تستقر أسعار النفط ترتفع الأسعار، وعندما يصل سعر النفط لأدنى مستوى أيضا ترتفع الأسعار! خذوا يا سعادة الخبراء نظرية العرض والطلب (فقط لأثبت لكم أن جهلي خير من علمكم)، ففي العقار الآن – مثلا- يوجد عرض ولا يوجد طلب، ومع ذلك الأسعار في تزايد!، الآن (تحديدا) لا أبحث عن إجابة، فأنا كائن أهتم بماء وجه أسئلتي! [email protected]