الاقتصادية - السعودية *أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 553 *** * حافز السبت: أحيانا يكون خيار السلام الوحيد.. الحرب. *** *الرأي: ليس من عادة المملكة العربية السعودية خوض الحروب، بل ولا الدخول في حرب كلامية أو إعلامية. الدبلوماسية السعودية انتهجت دوما الوسيلة الهادئة مهما تعالت الأمور، وكثرت الصيحات الهجومية عليها، وهي تطبق المعنى الحقيقي للدبلوماسية عندما تعني التعامل العقلي مع أحداث الأرض، والعقل يبدو هادئا بينما في داخله نشاط حثيث للوصول لحل، أو تهدئة أمور، ليصل لحل نهائي. هنا تفرق بين الدول، تلك التي تتهور دوما وبالتالي تفقد احترامها ومصداقيتها، والدول الثقيلة التي تتحمل وتصبر وتضع كل الحلول الممكنة على الطاولة وتغربلها واحدا واحدا وبدون مصادمات لا ضرورة لها. والدول الثقيلة تعرف تماما كل كلمة تقولها ومتى وكيف. الدول الثقيلة تتعامل مع الوضع باحتمالاته الحاضرة وتوقعات تبعاته المستقبلية، فلا تقدم على أمر إلا وهي تعرف تماما ما سيئول إليه هذا الأمر. والدول الثقيلة، التي تفرض احترامها، تعرف أيضا متى تخوض الحرب، ولماذا تخوضه ولأي سبب. دوما يكون سبب التدخل السعودي العسكري هو أمر يهدد أمن البلاد مباشرة، أو يهدد أمن أشقائها الخليجيين الذين هم قطع من نسيجها، وأمنهم مصيري وتحالف مشترك. واليمن ليست دولة ضمن الحلف الخليجي، ولكنها دولة تعتبر خليجية بالمفهوم الارتباطي والواقعي السياسي، ثم أنها امتداد نسيجي للمملكة. والشعب اليمني والشعب السعودي متداخل بشكل كبير، فاليمني يعيش ويعمل في المملكة لا يشعر أبدا بالغربة، كما أن السعوديين يرون اليمنيين ضمن هذه التركيبة السعودية العامة. والذي حدث باليمن لم يكن شيئا اعتيادا، ليس فقط خرب الأمن اليمني وفكك البلاد، وزرع الخيانات، وهدم بنيتها التحتية النظامية والخدمية، بل الحقيقة أن هدد أمن العالم لأن اليمن تشرف على مواقع بحرية مهمة، وغير ذلك من متطلبات الهدوء بكامل المنطقة. على أن المملكة صبرت كثيرا- الحقيقة كثيرا جدا- على الحوثي، وأنذرته مرارا وتكرارا.. كل هذا ولم تقدم المملكة على رد فعل آني، بل تابعت طريقتها الدبلوماسية الهادئة رغم حرارة الصهير الواقعي باليمن وتهديد الحدود السعودية الجنوبية الغربية، وعالجت الموضوع مع شقيقاتها الخليجيات، والعربيات، وامتد لدول إسلامية كبرى هما تركيا والباكستان، وأخذت وقتها الهادئ في الاجتماعات وطرح الرأي، إلا أن الحوثي ولغ كثيرا.. وهنا تظهر صفة من صفات الدول الثقيلة، صفة الحزم. "عاصفة الحزم" كانت تعني أن القرار جاء حازما بعد أن استهلكت كل الأوراق والحلول، والعاصفة بأن الحزم عندما يكون يأتي عاصفا قويا وغاضبا. إن عملية "الحزم العاصف" ليست فلتانا للغضب والنار من لجاميهما، بل هو فتح مدروس لبواباتهما حتى ينقذ هذا البلد الذي يهمنا ناسه لأنهم ناسنا.. اليمن، الذي عانى كثيرا، وكثرت به الخيانات الفظيعة الشيطانية التي باع فيها أكابر مسؤوليها وطنهم وشعبهم وحاولوا الوصول بأطماعهم عن طريق دماء الشعب اليمني ومعاناته والتضامن مع الحوثي الذي عرضت عليه كل الأدوار في المشهد السياسي اليمني، إلا أنه أفصح عن شره الحقيقي وهو ابتلاع اليمن كاملة. لا، الدنيا ليست مضمونة للأشرار بهذا الشكل، فلكل قوة ضارة هناك قوة رادعة أكبر. وجاءت «عاصفة الحزم»، الحرب التي تقودها السعودية مع حلفائها، منظمة ومدروسة.. مع الغضب والنار. *** * شخصية الأسبوع: الدكتور توفيق السيف يصنفه البعض كأنبه مفكري الشيعة في السعودية، ويناكفونه من هذا المنطلق، ولما أعلن عن عملية «عاصفة الحزم» حاول البعض أن يحشره في الركن الضيق، إلا أنه قال كمواطن سعودي: "أنا مع وطني، وعندما تخوض حربا أكون معها وبجانبها". وهنا القول الفصل. كلنا لوطننا بكل ألواننا، وكلنا نقف وطنا واحدا بلون واحد عندما يتعرض الوطن لأي تهديد. * والمهم: أن تعود اليمن .. سعيدة!