د. هيا إبراهيم الجوهر الاقتصادية - السعودية جميعنا نبحث عن النجاح ونبذل قصارى جهدنا للحصول عليه، ونعتقد أنه كلما بذلنا مجهودا أكبر حصلنا على درجات أعلى في سلم المجد، ولكن قد تفاجأ من أنه كان بإمكانك النجاح وتحقيق نسبة عالية من أهدافك قد تصل إلى 80 في المائة بأقل مجهود! فهل حقا نستطيع؟ نعم، إذا استطعت أن تحدد كل الوسائل التي توصلك لأهدافك ثم اخترت 20 في المائة منها فقط أو خمسها وركزت فيه وبذلك تحقق النجاح بنسبة 80 في المائة! وهذا ما يطلق عليه نظرية ال 80/20 التي تحولت إلى قانون بعد أن ثبت نجاحها، قد تبدو النظرية بسيطة في ظاهرها لكنها واسعة في تطبيقاتها حتى في العبادات! أول من اكتشفها الاقتصادي الإيطالي "فيلفريدو باريتو" عام 1897 حين لاحظ أن 80 في المائة من الثروة الإيطالية مملوكة ل 20 في المائة فقط من السكان! لذا وضع مبدأ أو قانون باريتو الذي ينص على أن "80 في المائة من النتائج سببها 20 في المائة من الأسباب"! وأبرزها ريتشارد كوخ حين ذكرها في كتابه "سر تحقيق الكثير ببذل القليل". سترون بقليل من التأمل أن هذه القاعدة موجودة بقوة في حياتنا اليومية ولكن دون أن نلقي لها بالا! هل لاحظت في مؤسستك سواء حكومية أو خاصة أن 80 في المائة من العمل يقوم به 20 في المائة من الموظفين الجادين وال 20 في المائة المتبقية من العمل يقوم بها الباقون، كما أن التاجر يركز على 20 في المائة من منتجاته ليحقق 80 في المائة من الربح للشركة. وفي منازلنا لاحظ أننا نستخدم 20 في المائة من مساحة بيوتنا فقط لنقضي فيها 80 في المائة من أوقاتنا مثل غرفة المعيشة أو غرفة النوم، بينما يظل باقي البيت خاليا، وفي المطبخ نستخدم 20 في المائة من الكم المهول من الأطباق والأجهزة الكهربائية حتى ملابسنا نركز على عدد محدود منها بدعوى أننا نرتاح فيه بينما نترك أغلبها لتتزين به خزائننا. إنها وسيلة مبتكرة تقدم لك حلا في جميع أمور حياتك بشرط أن تتمكن من تحديد عناصر النجاح بدقة وإلا كان الفشل حليفك. مثلا في الحياة الدراسية لترفع معدلك، حدد المواد الأساسية التي لها أكبر مجموع من الدرجات وركز عليها في المذاكرة والمراجعة، أما المواد الباقية التي ليس لها الدرجات نفسها أو التأثير اختر منها الأجزاء المهمة التي يتكرر ورودها في الامتحانات وركز عليها، وباقي الأجزاء الأقل أهمية مر عليها مرورا سريعا لا يتجاوز 20 في المائة من المجهود الكلي. وهذان الرقمان 80/20 افتراضيان ولا يعني بالضرورة تحقيقهما بالضبط بل المقصود عند تطبيقهما على أرض الواقع أن تقترب من هذه النسبة. وتظل هذه القاعدة وسيلة سحرية من وسائل النجاح وطريقة فاعلة من طرق الاحتفاظ بالطاقة المهدرة والاستفادة لأقصى حد بالطاقة المبذولة.