المدينة - السعودية في نيويورك حيث تمثال الحرية ومزاعم العدالة، أدانت هيئة محلفين أمريكية يوم 23 فبراير الماضي منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية في 25 قضية مؤلمة مضحكة إذ اعتبرتهما مسؤولتين مباشرة عن هجمات نُفذت في إسرائيل بين عامي 2001 و2004م نتج عنها مقتل وإصابة عدد قليل من الأمريكيين اليهود. وحددت الهيئة مبلغًا متواضعًا جدًا هو 218 مليون دولار تُدفع تعويضات للضحايا المصابين وعائلات المتوفين. إنها العدالة الأمريكية الكسيحة، والتي توكل أحكام قضايا معقدة في أرض تبعد عن نيويورك آلاف الأميال (وذات ثقافة مشبعة بجذور شعب أبي يدافع عن أرضه ووطنه في وجه طغمة صهيونية حاقدة ومغتصبة) إلى مجموعة من الأفراد الذين لا يفقهون شيئًا من تاريخها الطويل، ولو كانوا يفقهون لما كانوا من المحلفين المختارين. إنها العدالة الأمريكية البائسة التي تغض الطرف عن الهولوكوست الصهيوني المرتكب في حق الفلسطينيين عمومًا وحق أهل غزة على وجه الخصوص. إنها العدالة التي تتوجع لمصرع كلب في شارع في حين تتجاهل مصرع آلاف الأطفال في غزة والشام والعراق! وهي العدالة المنحرفة نفسها التي لم تحرك ساكنًا ولو بكلمة لمقتل المواطنة والناشطة الأمريكية ريتشيل كوري التي دهستها جرّافة إسرائيلية عمدًا قبل 12 عامًا لأنها اعترضت سبيل الجرّافة التي كانت تهدم منزل فلسطيني في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقبل أسبوعين رفضت المحكمة العليا في إسرائيل حتى طلب تعويض عائلتها بفلس واحد تحت تبرير أن الجرّافة كانت تؤدي واجبها في حالة قتالية، ولها أن تقتل من تشاء إذا وقف في طريقها. هذه هي الممارسات التي تشعل نار الكراهية لكل ما هو سياسة أمريكية في المنطقة، ولكل ما هو وجود أمريكي في المنطقة، ولكل ناعق باسم الطاغوت الأمريكي في المنطقة. يطوي الأمريكي آلاف الأميال ليبقى في الأرض المغتصبة يدافع عن المغتصب ويمول المغتصب ويصفق للمغتصب، فإذا تعرض لرصاصة أو طعنة من الضحية الفلسطيني عُوقبت الإدارة الفلسطينية بأكملها وأرغمت على دفع تعويضات ليهود أفاكين جاؤوا من أقصى الغرب البعيد ليمارسوا وقاحتهم وصلفهم في أرض الميعاد القريب. [email protected]