الرؤية الاماراتية يحكى أن فارساً ركب جواده، فسار به نحو الجبال والأودية، وفجأة توقف الفرس عند وصوله للنهر، ورغم أنه ليس بعميق إلا أنه لم يتقدم خطوة مع كل المحاولات التي قام بها الفارس! وكان بجانب النهر رجلٌ من الحكماء، فقال للفارس: حرك بعصاك الماء فإنه سيمشي، وبالفعل بمجرد أن حرك الفارس الماء مشى الفرس، فتقدم الفارس من الرجل الحكيم، وسأله عن سبب وقوف الفرس وعدم تحركه. فقال الحكيم: إن الفرس كان يرى نفسه في الماء الصافي، فلما حركت الماء ذهبت صورته فمشى .. وهكذا المغرور، فإنه لا يرى إلا نفسه، فلا يسمع لأحد حتى يزيل صورة نفسه. هناك من يرى الغرور صفة عظيمة يجب أن يتميز بها و(برستيجاً) عليه أن يتفاخر به أينما حل .. فهو يستعلي على الآخرين وينتقدهم ويقلل من شأنهم، ويرى أنه الأفضل دائماً .. فلا يهمه أحد، ويمتلك قناعة كبيرة بأن ليس له شبيه، ولن يصل شخصٌ لما وصل إليه، وحتى إن وُجد فمن المؤكد أنه وصل لذلك عن طريق الصدفة، أو بمساعدة غيره ولكن مهما حدث فلن يكون مثله أبداً. يتأنق بدرجة كبيرة، ويتباهى بكل ما يفعله ويتحدث عن أمواله وسَفْراته ومغامراته، خصوصاً إن كان في مجلسٍ به الكثير ممن هم أقل منه في المستوى المادي والوظيفي، ويستمتع كثيراً إن وجد من يطبل له ويعطيه أكثر من حجمه .. وهذا ما يزيد الطين بلة ويجعله مصدقاً نفسه. وما إن ينجح أحدهم ويصل إلى أحد المناصب الكبيرة إلا ويسلك الطريق نفسه، وهذا أمر خاطئ وبه من الغباء الكثير كما قال باريتون «دلائل الغباء ثلاثة: العناد، الغرور، والتشبث بالرأي». حسبك يا أخي، فالغرور مرض عضال ويؤدي إلى الهلاك ولن يرفعك كثيراً فأنت به أقرب للسقوط المر. فليس كل من يحصل على منصب كبير أو مال كثير يجب أن يتفاخر ويتكبر على الناس، فلا تكن غبياً وتخسرهم. يقول الله في كتابه العزيز: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ). عامل الناس ببساطة وخذ بأيديهم وساعدهم، فبالكلمة الطيبة والبساطة والتواضع والابتسامة الجميلة ستملكهم. وتذكر دائماً كن بسيطاً تسعد.