عبدالله المزهر مكة أون لاين - السعودية تعودّت أن أحلم قبل أن أنام. الأحلام التي تأتي أثناء النوم لا أتدخل كثيرا في رسم سيناريوهاتها ولا تعجبني غالبا. أحلم كل يوم وأقنع نفسي بأن الغد سيكون أجمل، وفي كل مرة أجد «الأمس» في انتظاري حين أستيقظ، ثم أبدأ في إقناع نفسي أن الغد لم يأت بعد، وأن المسألة ليست أكثر من خطأ في التوقيت أتحمل مسؤوليته وحدي، فلا بد أن أجمل الأيام سيأتي حتى وإن قيل إنه قد مضى. ليس مهما أن نتخيل شكل «الجمال» الذي سيكون عليه الغد، المهم أن نتخيله جميلا وحسب، بأي طريقة وبأي شكل. لا أحب أن أدخل في تفاصيل الأحلام، أحبها أحلاما عامة بدون ملامح محددة، فالإسراف في تصوير الحلم يحوله إلى وهم، والوهم فائض في الحلم وندرة في الحقائق! قال لي صديق يفسر الأوهام إن أحلامي تتحقق فعلا ولكنني أنا الذي لا أستشعر الجمال، أخبرني أن الغد حين يأتي وكأنه أمس فإن ذلك أمر جميل، يكفيه نبلا وجمالا أنه لم يكن أسوأ، ومع أني لا أثق في قناعاته كثيرا إلا أني أصدقه، كنت أرافقه يوما في رحلة لصيد الطيور، وكان يحدثني عن الحرية التي يعشقها، حدثني عن حلمه في أن يكون حرا كطائر، وكنت أجمع الطيور التي يقتلها وأصدق أحلامه وأحلم معه.