الوطن القطرية إن العرب لا يعرفون أي شرف كُتب لعروبتهم ولغتهم وأمسهم وغدهم عندما ابتعث الله «محمدا النبيّ» صلى الله عليه وسلم منهم. إن محمدا صلى الله عليه وسلم في عالم العقائد والحقائق شمس ساطعة وقمر ليس له أفول. ولكن العُميان- في بلادنا- كثيرون ولهم في كلّ مرحلة جولة ودولة وأبواق. قد مكث الرسول النبيل صلى الله عليه وسلم يصدع بأمر الله ويُنقذ الناس من أهوائهم ومظالمهم ثم ذهب إلى الرفيق الأعلى تاركا تراثه الجليل من كتاب وسنة ومُبشّرات وتحذيرات ومُخطّطات عبقرية ومنهج حياة متكامل، وهو الذي رسم للبشر طريق التسامي الحقيقي بل ورسم طريق التلاقي على الحقائق والفضائل. ولكن السقطة الرهيبة للعرب المعاصرين الذين ذُهلوا عن المكانة التي منحهم إيّاها (محمد) صلى الله عليه وسلم وهبطوا عن المستوى الذي رفعهم إليه. هم القائلون: «إن العرب يمكن أن يكونوا كل شيء يريدون من غير محمد صلى الله عليه وسلم». لا أدري ما الذي فاز به العرب عندما شقّوا طريقهم إلى المستقبل وهم يطوون اسم محمد صلى الله عليه وسلم وتراثه؟ أولم يتفكّكوا ويتراجعوا ويندحروا ويهبطوا بعد إغفاءة كبرى جعلتهم في مؤخرة الركب الإنسانيّ بلا وعي.. بلا إرادة.. بلا كرامة بلا ميزان؟! أولم يطمع فيهم العدو ويتخلّى عنهم الجميع وهم يُقتادون إلى مصارعهم مخدّرون تصفعهم الأحداث وتحيط بهم النكبات وهم غافلون؟ صمد الإسلام منذ ميلاد الإسلام أمام ما هو أعنف وأقسى من هذه الضربات الوحشية الموجعة الجارحة التي توجه اليوم إلى المارد الإسلامي في كل مكان. وكافح القابضون على جمر الحقّ- وهم مجرّدون من كل قوة غير قوّة يقينهم بالله- وانتصروا وظلّوا واقفين دون سلاح ثابتين بلا مكافآت أو وعود دنيويّة من أي نوع. أولا تعلمون أن إبعاد الإسلام عن القتال أنفع لإسرائيل من إمدادها بألف طائرة من أفتك طراز وأحدث صناعة؟ حين يحتقر العلمانيون دور الدين في صياغة مستقبل الإنسان العربيّ فهم معذورون.. لأنهم لم يروا طبول الحاخامات والباباوات حين كانت تُدق بحماس في مواكب المُعتدين! وعليه.. لن تجد إسرائيل خيرا من هذه النزعات القومية والناصرية والتقدّمية المزعومة كعون لها للبقاء والتغوّل والتوسّع.. وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.